كيف أتعامل مع زوجي وهو يمنعني من زيارة إخوتي؟

0 0

السؤال

السلام عليكم

لدي مشكلتان وهما:
المشكلة الأولى: أنا متزوجة منذ شهر ونصف، وزوجي يمنعني من الخروج مع أختي الحامل، ويمنعني أن أعتني بها عندما تلد، ويمنعني من الخروج لوحدي، ويمنعني من زيارة أخي، وعندي أخوات أخريات يأتين في الصيف لمدة أسبوعين، قال: سأسمح لك بزيارتهن مرة واحدة أو اثنتين؛ لأنه يحس أنهم لا يعطونه قيمة، لأنهم في عرسنا لم يعطوه هدايا مباشرة له، علما بأنهم اشتروا لنا أجهزة منزلية، ولكن هو يقول: إنه يجب عليهم أن يعطوه هدية له هو باسمه، وظنه هذا ليس في محله، وتعبت من الشرح له أنه لا يصح أن يملك فكرة مغلوطة عن إخوتي.

هو يقول: أنا لا أملك أي ضغينة تجاه إخوتك، ولكن حسب كلامه عنهم يظهر العكس، وأحس أني مسجونة في المنزل، وأظن أنه سيقطع علاقتي بإخوتي، وسيحرمني منهم.

تحدثت معه، ولكنه مصر على قراراته، أنا قبل الزواج كنت موظفة، ولكنه شرط علي الجلوس في البيت وترك العمل، وجلست في المنزل لأني أحبه، ولا زلت أحبه، ولا أريد أن أبتعد عنه، لكن بسبب هذه الأفكار التي يملكها بدأت أفكر في الطلاق قبل أن ألد منه، لا أريد أن أنجب أطفالا، ثم يعيشون في وسط علاقة سامة.

أنا لا أتحمل أن يحرمني من إخوتي، علما أن أمي وأبي ليسوا على قيد الحياة، وأنا تعذبت في حياتي قبل الزواج، فالزواج بالنسبة لي هو الاستقرار والهناء، وراحة البال، لكني لاحظت أني بدأت أفقد هذه الأشياء.

ملاحظة: وجدت أن زوجي يتكلم في الواتساب مع فتاة، وأنها وجدت له عملا في الشركة التي تعمل فيها هي، حتى إنها أخبرته بالراتب وتم قبوله، وسيبدأ معهم، لكنه لم يخبرني بهذا الأمر، ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف معه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طالبة للنصح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

أولا: نحن نؤكد -ابنتنا الكريمة- على ما هداك الله تعالى إليه من معرفة قيمة الزواج، وأنه فعلا هو الاستقرار والهناء وراحة البال بالنسبة لك، ولغيرك من الرجال والنساء، ولهذا ينبغي ألا تفكري أبدا في هدم هذا البيت بعد بنائه، ولا تفككي هذه الأسرة بعد ترابطها، فلا تفكري في الطلاق لمجرد الأسباب التي ذكرتها عن زوجك.

زوجك وإن كان فيما أظهره لك من المنع من زيارة إخوانك وأخواتك أو الخروج إليهم، وإن كان هذا التصرف فيه نوع من القسوة معك، ولكنه لا يزال في الحدود الشرعية لحقوق الزوج، فمن حقه أن يمنعك من الخروج ما دام يقوم بواجباته تجاهك من الإنفاق وقضاء حاجاتك التي تحتاجينها، ويمكن التغلب على هذا السلوك الذي أبداه زوجك بالصبر عليه، مع محاولة التغيير، ومع الأيام سيتغير، بعون الله تعالى، وننصحك لتحصيل هذا التغيير:

أولا: أن تشعري زوجك بأنه أغلى ما لديك، وأن حبه مقدم إليك على حب كل أحد من أقاربك، فوصول هذا الشعور إليه سيجعله يقابلك بمثله من الإيثار والمحبة، والحرص على ما يرضيك.

ثانيا: ننصحك بالصبر والتجلد، ومغالبة رغباتك، وإظهار هذا الشعور لزوجك، أقصد ما سبق من أنه أحب الناس إليك وأغلاهم عندك، ورغبته مقدمة عندك على رغبتك على نفسك، ونحو ذلك من المشاعر.

ثالثا: ألزمي نفسك طاعة الزوج، فإن طاعته واجبة عليك ما دام لا يأمرك بمعصية الله تعالى.

رابعا: حاولي إصلاح العلاقة بينك وبين زوجك وبين إخوتك، فانقلي لكل واحد من الطرفين ما يسره عن الآخر، وهذا ليس فيه شيء من الكذب، فإن الكذب المحرم هو ما ليس فيه إصلاح بين المتباغضين والمتنافرين من الناس.

خامسا: إن استطعت وأمكنتك الإمكانيات المادية أن تقدمي لزوجك هدية باسم إخوانك، وعلى أنها مقدمة منهم؛ فهذا شيء حسن، وإذا لم يمكنك فبإمكانك بالكلام الجميل الاعتذار عن إخوانك، ونقل العذر عنهم إلى زوجك، فإن هذا من شأنه أن يقارب القلوب، ويصنع بين النفوس المودة والمحبة.

أما ما ذكرت من شأن عمل زوجك في شركة أخرى: فننصحك ألا تجعلي من هذا الأمر سببا لإثارة المشكلات بينك وبين زوجك، واحملي تصرفاته على حسن الظن والمحمل الحسن، وأنه يبحث عن عمل ليحسن وضعه المادي، ولكن مع هذا ينبغي أن تكوني ذكية في كيفية كسب زوجك، وعدم التفاته إلى غيرك من النساء، بالقيام بدورك في البيت، من حسن التجمل والتبعل له، بحيث يرى منك ما يسره وما يحبه، ولا يسمع منك ما ينغص عليه عيشه، فإن هذا يجعلك مالكة لقلبه، ومستقرا وقرارا لنفسه.

ابذلي نصحك وجهدك في هذا الاتجاه، وبهذا ستكسبين زوجك، مع الاعتناء بالترقية الإيمانية لزوجك، بتذكيره بالله سبحانه وتعالى، وتذكيره بالفرائض التي فرضها الله تعالى عليه، وإنشاء العلاقات الأسرية بينك وبين أسرتك، وأسر الناس الذين فيهم رجال صالحون يتأثر بهم، فإن الإيمان إذا قوي في القلب حمى صاحبه من الوقوع في معاصي الله تعالى والمحرمات.

نسأل الله تعالى أن يجعلك مفتاحا للخير، مغلاقا للشر، وأن يصلح أحوالك كلها.

مواد ذات صلة

الاستشارات