السؤال
بعض المدرسين يستخدمون الإهانة للطالب كعقاب على الأخطاء العادية في المدرسة، والأمثلة للإهانة: تأييد طالبات عند سخريتهن واستهزائهن من الطالبات المعاقبات، أو الطلب من طالبات الوقوف في مكان مرتفع في المدرسة أثناء الطابور المدرسي (ليكن فرجة)!
والأمثلة للأخطاء: المشاغبة، أو عدم تجهيز الإذاعة المدرسية.
فهل يحق لهيئة التدريس فعل ذلك؟
ونفس التصرف (أي: الإهانة) يحصل من الآباء، حيث يتم الاستدلال بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أنت ومالك لأبيك)؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يسهل الأمور، وأن يلهمنا طاعة الشكور.
فإن أسلوب الإهانة لا يخرج قادة ناجحين، ولا يثمر عن أمهات ناجحات، ونحن الذين نبني الثقة في نفوس الأبناء والبنات، فكيف ستكون النتيجة إذا كان الآباء والمعلمين هم الذين يعملون على التحطيم والهدم! ولا شك أن آثار الإهانة أخطر بكثير من آثار الضرب؛ فإن ألم الجسد يزول لكن ألم الروح يدوم، وها نحن اليوم نجني ثمار هذه الأخطاء ضعفا في اتخاذ القرارات وقبولا بالذل والدون والإهانات، وجبنا وسلبية عند الملمات.
وإذا تربى الأبناء والبنات على الإهانة فإنهم سوف يحقدون على من يعلمهم، وينتظرون أول فرصة للانتقام، وسوف يتحطم في نفوسهم احترام القدوات.
والإنسان يستطيع أن ينتج ويبدع إذا شعر بالحب والإكرام ووجد التقدير والاحترام، وهو ما ينبغي أن ينتبه له كل مخلص يرغب في سيرنا إلى الأمام.
والإهانة للأبناء هي منهج الفاشلين والعاجزين، فليتق الله الآباء والمعلمين.
ولا يخفى على الخبراء أن الطالب المشاغب يرغب في لفت الأنظار والاهتمام، فإذا وجد جرعة العطف والاهتمام ووجد من يحاوره ويشاوره أصبح طالبا يحب النظام.
والمعلم الناجح يحبه طلابه، ويحب أبناءه، ونحن مع ذلك ننصح أبناءنا وبناتنا بضرورة النظر إلى مقاصد الآباء والمعلمين، فإنهم يفعلون ذلك ولا يريدون منه إلا الخير، ولكن كم من مريد للخير لم يصبه! كما أن معظمهم تربى بنفس الطريقة، فعلينا أن نلتمس لهم الأعذار ونرجو لهم رحمة الغفار.
ونوصي أنفسنا والأبناء بتقوى الله، والسير في طريق أهل الخير والصلاح، والالتزام بالآداب رغبة في النجاح.
وبالله التوفيق.