السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
جزاكم الله خير الجزاء وجعل ما تقومون به من الخير في ميزان حسناتكم.
أنا شاب مضى من عمري 31 عاما، وقد وفقني الله وأصبحت طبيبا، والآن أقوم بالتخصص في مجال الجراحة في الأردن، ولكني فلسطيني ولا يسمح لي بتقاضي راتب على غرار زملائي.
يقوم والدي بالنفقة علي حتى الآن، ولا أخفي عليكم رغبتي في الزواج، وتحدثت معه بهذا الشأن وقد أبدى استعداده لذلك، ولكني أخشى أن أثقل عليه، فهل يجوز لي الزواج -علما بأن والدي هو الذي ينفق علي- أم أنتظر لحين انتهائي بعد سنتين إن شاء الله، والحصول على العمل إن وجد؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يسهل أمرك وأن يحفظك ويسدد خطاك، وأن ينفع بك والديك والبلاد والعباد.
فقد أفرحني حرصك على الحلال وأسعدني استعداد الوالد لبذل المال، وأنت تشكر على مشاعرك الطيبة وعلى رفقك بالوالد، ومرحبا بك بين إخوانك وآبائك، وأبشر فإن من يطلب الحلال يعان من صاحب العظمة والجلال، وإذا كان الوالد قد أبدى استعداده فلا تترد، ونتمنى أن تحسن الاختيار، وأن تقصد صاحبة الدين وكريم الخصال، وتؤسس بيتك على البساطة حتى لا تكلف والدك ما لا يطيق.
ولا أظن أن حرص الوالد على زواجك أقل من حرصك على نجاحك، وأرجو أن تكون من الصالحين المصلحين، ولا يخفى عليك أن حاجة الشباب إلى العفاف لا تقل عن حاجتهم إلى الطعام والشراب، فنحن في عصر عولمة الفساد.
وليت كل الآباء يحرصون على مساعدة أولادهم في أمر الزواج، فإن الله سبحانه قال للمؤمنين: ((وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم))[النور:32]، وكأن القرآن أراد أن يبطل ما يجول في النفوس فقال سبحانه: ((إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله))[النور:32]، وفهم السلف هذا المعنى العظيم، وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: (التمسوا الغنى في النكاح) كما أن المرأة تأتي برزقها، وإن تنصرون وترزقون بضعفائكم، بذكرهم وصلاتهم وإخلاصهم، والزوجة تأتي برزقها، فإن العظيم سبحانه تكفل بذلك فقال سبحانه: ((وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها))[هود:6].
فتقدم ولا تتردد وكرر شكرك لوالدك العزيز، واعقد العزم على البر به والإحسان له، وأرجو أن تبلغه شكرنا وتقديرنا ودعاءنا له ولكل أب أن ييسر على أبنائه وبناته طريق العفاف.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يرضيك به، وأن يرزقك البر بوالديك.