نصائح لفتاة تعاني من تفكك أسرتها لخلاف والديها

0 483

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد:

شيخنا الكريم! أود أن أطرح بين يديكم مشكلتي، فأرجو سعة صدرك إن أطلت، والتي مفادها أني أعيش في أسرة كريمة طيبة كباقي بنات جنسي، ولكن هذه الأسرة تعيش تفككا لا مثيل له، نتيجة الخلاف الذي نشأ بين أمي وأبي بعد شهر من زواجهما نتيجة اختلاف طباعهما، وهذا الخلاف تفاقم يوما بعد يوم، رغم تدخل الأهل، وفي النهاية وصل الأمر إلى الطلاق، رغم إقامتهما في بيت واحد، وذلك كي لا يتشتت الأبناء، ولكن الأمر لم يقتصر على ذلك، بل وصل إلى الأبناء، لكثرة المشاكل صار الأبناء -إخوتي- لا يحملون الاحترام فيما بينهم ولا حتى تجاه الوالدين، فمثلا: أخي الأكبر طرد من البيت لإثارته المشاكل مع كل من يعترض طريقه، والسبب أرجعه إلى الجو المكهرب الذي يسود العائلة، وأنا أحاول جادة لم الشمل دون جدوى، فماذا أفعل؟ أفيدوني أفادكم الله.

وجزاكم كل خير على جهودكم، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فوزية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يسهل الأمور، وأن يغفر الذنوب، وأن يجلب المحبة إلى القلوب.

فإن الطلاق بغيض، وتزداد آثاره على المرأة إذا لم يكن عن دراسة متأنية، ومن هنا حرصت الشريعة إبعاد شبح الطلاق، فحددت الواجبات وبينت الحقوق، ووضعت الأساليب المناسبة للعلاج، وقبل ذلك أرادت أن يكون تأسيس البيت المسلم على الرضا والقبول، وعلى التقوى والتأسي بحبيبنا الرسول صلى الله عليه وسلم.

وإذا لم يوجد الوفاق بين الوالدين أو على الأقل الاتفاق على منهج التعامل مع الأبناء؛ فإن الأطفال يستخدمون ذلك التنافر ويتضررون من وجود العناد والتناحر.

وقد أسعدني حرصك على الإصلاح، وأسأله سبحانه أن يرزقك النجاح، وأن يحقق لك الوفاق والفلاح، فلا تيأسي، وانتظري الخير من الكريم الفتاح، وعمرو البيت بالذكر والتلاوة في المساء والصباح، فإن ذلك يطرد الشيطان الذي يغرس العداوة والبغضاء ويدعوا للشر والشحناء.

وأرجو أن تكون بداية محاولات الإصلاح بتذكير الجميع بطاعة الله والخوف منه، وحاولي الاجتهاد في بر والديك، واعلمي أنك مأمورة بالإحسان للجميع ولا دخل لك في الذي حصل بينهما، ولا مانع من تلطيف الجو بينهما ونقل أطيب ما عندهما من المشاعر، واطلبي من الوالد والوالدة أن يشجعوا أطفالهم على البر، وأن يتجنبوا العناد الذي يدفع ثمن الأولاد، واحرصي على إسداء النصح لإخوانك، مع ضرورة منحهم الجرعات المفقودة من العطف والاهتمام، وتحذيرهم من شرور التنافر والخصام، واختاري لنصائحك أوقاتها وألفاظها، وقدمي بين يدي نصائحك البر والإحسان.

واعلمي أن بيوتنا تصلح بطاعتنا لصاحب العظمة والجبروت، ولا أظن أن هناك مصلحة في طرد أخيك من المنزل؛ لأن هذا يعقد المشكلة ويرمي به في أحضان الأشقياء، ويجعل رائحة الخلاف تفوح بين الناس، فحاولوا رده إلى المنزل، واتفقوا على تجنب كل ما يثير الشقاق.

ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.


مواد ذات صلة

الاستشارات