السؤال
السلام عليكم..
أنا حديث الزواج منذ سنة تقريبا، وكانت أمي قد تعرفت على زوجتي وأسرتها، وكانت راضية تمام الرضا عن زواجي بمن اخترتها كشريكة حياتي، لكن بعد زواجي بشهر تقريبا بدأت الخلافات، حيث أمي بدأت تبدي امتعاضها من زوجتي، وتحتقرها وتجرحها بكلام، وكنت أحاول -ولا زلت- أن أرضي أمي على حساب زوجتي، ولكني بدأت أصل إلى قناعة بأن أمي لن ترضى عن زوجتي مهما كان، وكثيرا ما سبب لي ذلك الكثير من المشاكل، فأنا بين نارين، بين رضاء والدتي وظلم زوجتي، مع العلم بأن زوجتي تدرس، وكان أحد أهم شروط أهلها لزواجي بها هي مواصلة دراستها، وكانت أمي راضية عن هذا الشرط قبل الزواج، أما الآن فهي ترفضه بشدة، مع العلم أن لدي أختا غير شقيقة تعيش معنا؛ لأن أباها متوفى، وهي كثيرا ما تسبب المشاكل، وتكون سببها أو معينة عليها، وذلك بدعم من والدتي.
عذرا على طول رسالتي، ولكني أتمنى بأن تشيروا علي في مشكلتي، ولو كنتم تريدون تفصيلا أكثر لفصلت لكم.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdoh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن التوفيق بين الأم والزوجة من أصعب المعادلات، فالجأ إلى رب الأرض والسماوات، واعلم بأنه لا يجوز لك عقوق الأمهات ولا يحل لك ظلم زوجتك التي هي من الأسيرات.
وأرجو أن تفهم زوجتك الأمر، فإن الأم تشعر بالغيرة ممن جاءت تشاركها في حب ولدها وفي جيبه، ونتمنى أن تحترم والدتك فهي بمنزلة الوالدة وهي صاحبة فضل، ونتمنى أن تجد زوجتك منك التقدير والشكر على صبرها، وحاول التلطف مع والدتك، وزيادة البر لها حتى لا تشعر أنك أصبحت تقدم زوجتك عليها، وتفادى أسباب الاحتكاك بقدر الإمكان، وأطلب من أختك التي أحسنتم إليها، أن تعاونك على تهدئه الوضع بدلا من أن تكون سببا للتوتر والخلاف .
ولن يضر زوجتك إرضاء والدتك بل ينبغي أن تعاونك على ذلك، وأرجو أن تلتزم لها بموضوع مواصلة الدراسة حتى لو عارضت الوالدة؛ لأن المسلمين على شروطهم، ولأن في ذهابها خارج المنزل تخفيف لحدة التوتر، وعون لك على الانفراد بوالدتك والاهتمام بها، ونتمنى أن تتفق مع زوجتك على تقديم الوالدة وهي بالأصل مقدمة، ولا تظهر الحفاوة والاهتمام بزوجتك في حضور الوالدة حتى لا تزداد نيران الغيرة اشتعالا في نفسها.
وأرجو أن تعلم أن قيامك بالعدل ووضعك للأمور في مواضعها سوف يخفف حدة التوتر، ونتمنى أن تنجح في كسب الشقيقة لصفك، وأرجو أن تتغافل وزوجتك عن الأمور الصغيرة وتعرف ظروف الوالدة وتقدر غيرتها، ولن يضيع أمر عند الله، وسوف ترتفع قيمتها في نفسك بحسب تحملها وصبرها، وهكذا ينبغي أن تقول لها .
ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك.