أعمل في مزرعة للمواشي، وأخشى العدوى!

0 34

السؤال

السلام عليكم

أعمل طبيبة بيطرية في وحدة بيطرية، وكنت أعمل بصفة تشريحية في مزرعة مواشي تابعة للوحدة، الوحدة مكانها غير مكان المزرعة.

كنت أذهب على فترات أشرح الحيوانات النافقة في المزرعة، وفجأة منذ شهرين تبين أن 25% من حيوانات المزرعة فيها مرض السل البقري، وطبعا هذا المرض معد للإنسان، وأيضا رفضوا ذبح الحيوانات المصابة؛ لأنها عشار، فزملائي يذهبون كل شهرين لعمل الاختبارات ويعودون.

أنا كرهت العمل والشغل منذ ذلك الوقت، وأخاف الذهاب إلى الوحدة، أو ألمس أي شيء، فأنا أعود من العمل أغسل ملابسي وأستحم، لدرجة أني تعبت نفسيا وجسديا.

حاولت أن آخذ إجازة بدون راتب، ولكن تم رفضها من المدير، لا أعلم ماذا أفعل؟ علما بأن بعض زملائي يذهبون إلى المزرعة كل شهر ويأخذون عينات ويعودون مرة أخرى إلى الوحدة، فأنا أعتقد أنهم مصدر عدوى، لأنهم يتعاملون مباشرة مع الحيوان، وأعتقد أن ملابسي فيها عدوى.

أصبحت أخشى الجلوس على الكرسي، فأنا كرهت العمل كثيرا، وأيضا أخشى على والدتي، فهي كبيرة في السن، وأي شخص يأتي من المزرعة أخاف أن أتعامل معه حتى لو لمس ورقة أخاف أن ألمسها من بعده.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك حقائق لا يمكن تجاهلها أو التغافل عنها، وهي إصابة عدد كبير من الأبقار بالسل البقري، (mycobacterium bovis)، ومنها ينتقل إلى الإنسان، خصوصا الذين يتعاملون مع الأبقار بصفة مباشرة من الأطباء البيطريين والعاملين معهم، حيث يتم استنشاق البكتيريا في الحظائر، ومكان عيش الأبقار، كما تنتقل العدوى من الألبان والأجبان واللحوم، إذا تم التعامل معها بطريقة عشوائية دون تعقيم.

علاج السل البقري صعب جدا وغير متاح، وذبح الأبقار أحد أهم الوسائل في منع انتشار العدوى في قطيع الأبقار، وفي المتعاملين معها، وعدم اتباع ذلك قد يؤدي إلى حدوث خسائر اقتصادية كبيرة، ولك الحق في كل ذلك القلق والخوف، لكن يجب ألا يتحول الأمر إلى خوف مرضي قد يؤدي إلى الفوبيا، والتوتر والقلق، والوسواس.

عليك التعامل مع الأبقار -خصوصا المريضة- كما كان يتعامل الأطباء مع وباء الكورونا، من ارتداء ملابس واقية، وقفازات، وقناع للوجه، على أن يتم التخلص من تلك الأشياء فور انتهاء زيارة المزارع، ومن حقك البحث عن عمل في أماكن أكثر أمانا، والأمر يتطلب بعض الصبر والحذر.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات