تعلق الفتاة برجل تعرفت عليه من خلال الإنترنت.

0 418

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة يتيمة غير متزوجة، أعيش مع والدتي وإخواني وإخوتي، أنهيت دراستي الجامعية قبل (3 سنوات)، وما زلت عاطلة عن العمل، حاولت بعد تخرجي أن أشغل وقتي، فاتجهت إلى غرف المحادثة عبر الإنترنت، حيث تعرفت على رجل متزوج والذي صارحني منذ البداية بأنه رجل متزوج، وإن كنت أوافق على الحديث معه؟ فوافقت.

واتجهنا للحديث عبر الماسنجر مجرد حديث عابر، ومع الأيام بدأنا بالتعرف على بعضنا أكثر، فعلمت أن لديه أبناء وبنات، وأن علاقته بزوجته باردة، وأنه صارحها أكثر من مرة إلا أنها ترفض التغير، فهي لاتهتم به، وكل وقتها منصب على رعاية الأبناء فقط؛ لذلك كان يتجه لغرف المحادثه؛ ليجد من يسمعه ويفهمه، وبقينا قرابة السنتين نتحدث على الماسنجر، فقد كان كل منا يعامل الآخر بكل احترام وتقدير، وأصبح كل منا يفهم الآخر، ونتشارك الأفراح والأحزان، ونستشير بعضنا في كثير من الأمور، إلى أن وقع في حبي، وصارحني بذلك، ثم بدأ يلح علي في طلب رقم هاتفي لسماع صوتي، وكنت أرفض دائما فأنا لا أريد أن أخون ثقة أهلي بي، إلى أن استطاع أن يقنعني في يوم من الأيام، واستجبت له، واستمرت المكالمات والرسائل القصيرة بيننا كلما سنحت لنا الفرصة، وبدأت أتعلق به كثيرا، إلى أن وقعت في حبه.

طلب يدي للزواج إلا أني رفضت؛ لأني أرفض الزواج برجل متزوج، برغم من أني أحبه، كما أني لا أريد أن أدمر حياته، فقد كنت دائما وما زلت أقف إلى صف زوجته وأدعوه إلى أن يهتم بها، وأن يعذرها ويصبر عليها.

وأعلم كذلك أن والدتي يستحيل أن توافق على زواجي برجل متزوج ولديه أبناء بالإضافة، إلى أمور أخرى تجعل هذا الزواج مستحيلا.

حاول كثيرا إقناعي إلا أني ما زلت غير موافقة، ومع ذلك ما زالت المكالمات بيننا مستمرة، فقد أصبح لا غنى لكل منا عن الآخر، حتى أن زوجته علمت بعلاقتنا، وبدأت ترسل لي رسائل إيمانيه تدعو فيها لي بالصلاح، وأن يرزقني الله الحلال، ويبعدني عن الحرام، وتذكرني بأن أحاسب نفسي .

هزتني كثيرا تلك الرسائل وشعرت بتأنيب الضمير، وأريد فعلا أن أتوقف عن الحديث معه عبر الهاتف، فأنا أعلم أن هذا الشيء لا يتوافق مع ديني وأخلاقي التي تربيت عليهما، وأني أخون بذلك ثقة أهلي بي، ولكن لا أعلم كيف؟ فأنا أحبه ولا أريد أن أجرح مشاعره، كما أني أرتاح كثيرا بالحديث معه.
أرجو أن تساعدوني وتجدوا لي حلا. ولكم جزيل الشكر.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ فتاة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المؤمنة لا تقدم على محبة الله وطاعته شيء، فكيف إذا كان ذلك التعلق مخالف لآداب الدين، وهذا هو مكمن الخطورة، فاتق الله في نفسك، وفي سمعة أهلك، واعلمي أن الفتاة كالثوب الأبيض ( والبياض قليل الحمل للدنس ) فحافظي على عفافك، وسمعة أهلك، واعلمي أن الإنسان إذا هدد أعراض الآخرين وشوش على استقرارهم، سلط الله عليه من يؤذيه.

وهل يرضيك ما تقومين به؟ وما هو موقفك إذا كان لك زوج وأرادت أخرى أن تكلمه في الخفاء وتنتزعه من حياتك ليكون الجسد لكم والروح في أودية الضياع؟!

وليت هذا الرجل تذكر أن العيال الذين تهتم بهم هم عياله، وأن اهتمامها بهم جزء أساسي من واجباتها، وأن عليه أن يعاونها في ذلك حتى تستطيع أن تتفرغ للتزين له والوفاء بحقوقه.

وإذا كان الرباط الشرعي مستحيلا، فإن الاستمرار في المحادثات جريمة مضاعفة مع سبق الإصرار، وهو سبيل العشق المحرم الذي يجلب الآهات والحسرات، وقد يفقد الإنسان صوابه وعقيدته.

فاشغلي نفسك بالمفيد، واتقي ربك المجيد، وتوبي إلى الله، واعلمي أنه يفرح بتوبة إمائه والعبيد، وأنه سبحانه يمهل ولا يهمل، وإن كان قد ستر عليك بالأمس فقد ينتقم منك بالفضيحة، وقد يحرمك من لذة الحياة الصحيحة.

وعليك أن تقدمي طاعة الله على رضاه، واحرصي على المواظبة على الصلاة، ومراقبة الذي يستوي عنده ما يحصل في الجهر وفي الخفاء، واحذري ذنوب الخلوات فإن أسوأ الناس من إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، فاحفظي الرأس وما وعى والبطن وما حوى وتذكري الموت والبلى.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات