امرأة تكرهني وتحاربني بشكل جنوني، فماذا أفعل؟

0 35

السؤال

السلام عليكم.

لدي مشكلة كبيرة في حياتي، هناك امرأة تحاربني وتغار مني بشكل جنوني، تريد لي الدمار والجنون والموت، فلديها معارف مسؤولون، وكل من يفكر مجرد التفكير بمساعدتي والوقوف بجانبي، تفتش عما ينقصه من عمل أو مال أو.... إلخ؛ ليقف بصفها ضدي، وتحقنه بالضغينة والغل والحقد، ليأتي إلي فيهينني ويظلمني ويحاربني.

أنا على هذا الحال منذ عشرين عاما وبسببها تطلقت، وأولادي لا أستطيع رؤيتهم، والآن عائلتي أمي وإخوتي، فماذا أفعل حيال هذا الأمر؟ أريد أن أستعيد حياتي وأولادي وعائلتي.

مع العلم نحن عائلة على قلب واحد، ونحب الخير، ولا توجد بيننا أي مشاكل أو كره، أدخلت نفسها عن طريق أنها تريد مصلحتهم، وتدعي أنني الشيطان وهي الملاك، لقد سخرت كل ما تستطيع لتدميري فما العمل؟ وماذا أفعل، وكيف أتصرف مع عائلتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماريا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمنا جميعا رشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا، وصدق ربنا العظيم: {ومن شر حاسد إذا حسد}.

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يهدي هذه المرأة المذكورة، وأن يلهمها السداد والرشاد، وندعوك إلى الاستعانة بالله -تبارك وتعالى- والتوكل عليه، والسير على الطريق الذي يرضيه، فإن العاقبة للصابرين، والعاقبة للمتقين، والفوز للمؤمنين، والله يحب المحسنين، {الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}.

فاثبتي على ما أنت عليه من الخير، والتزمي بما يرضي الله -تبارك وتعالى-، واعلمي أن قلوب الناس – الكبار، الصغار – بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها، وأن هذا الذي تقوم به هذه المرأة إنما تجني به الذنوب لنفسها، لكنها لن تستطيع أن تمنع شيئا قد قدره الله تعالى لك.

فإذا علمت أن الأمر بيد الله -تبارك وتعالى- فاجعلي ركوعك وسجودك وتوجهك وسؤالك واستعانتك وتوكلك لله -تبارك وتعالى- وحده سبحانه وتعالى، وإذا كنت مع الله فلن تبالي، فإن الله يقول في حق أوليائه: {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم} ويقول: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة}.

فكوني مع الله -تبارك وتعالى-، وسيري على الطريق الذي يرضي الله سبحانه وتعالى، واجتهدي دائما في أن تظهري بين أقاربك وعائلتك أحسن ما عندك من صفات ومن أشياء جميلة ومشاعر نبيلة.

واعلمي أن هذه المرأة إنما تجني لنفسها السيئات، وسيأتي اليوم الذي يفتضح فيه أمرها إذا لم تعد إلى الله -تبارك وتعالى-، ولا يستطيع إنسان أن يدمر إنسانا بحول الله وقوته، فاستعيني بالله وقومي بما عليك، وابذلي الواجبات، ومن حقك أن تبيني لمن خدعتهم حقائق الأمور، ونسأل الله أن يستخدمك في الخير، وأن يعينك على طاعته، وأن يصبرك على هذا الابتلاء، فهذا ابتلاء، يعني الإنسان أحيانا يبتلى بقريب، وأحيانا يبتلى بجار بيته، وأحيانا يبتلى بزميل أو صديق.

لذلك الإنسان يتسلح بالصبر ويؤدي ما عليه، ويستعين بالله -تبارك وتعالى-، ويتقي الله -تبارك وتعالى-، ويشتغل لما خلق لأجله، فإذا مضى الإنسان على طريق الخير فإنه لن يضره ما يقوله الناس، ومحبة الناس ينالها الإنسان بطاعته لرب الناس، قال العظيم: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}، وفي الحديث: أن الإنسان إذا عمل الصالحات والخير أحبه الله، فنادى في أهل السماء أن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يلقى ويوضع له القبول في الأرض.

ولذلك ينبغي أن تعلمي أن الطريق إلى قلوب الناس أساسه العودة والإقبال على رب الناس، (قلوب الناس بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها)، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يحببك إلى خلقه، وأن يحبب إليك الصالحات من أخواتك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

هذا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات