السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 36 عاما، ولا أعرف كيف أتصرف في حياتي! فلا بد من أن أستشير أي أحد، دائم التردد، متزوج وعندي ابنتان لا أعرف كيف أربيهما.
عانيت في طفولتي من الضرب والإهانة، عندما أتحدث مع الناس أخجل كثيرا، ومشتت دائما، وعندي وساوس في النظافة وفي الأمور الدينية وفي الحياة، لا أعرف كيف أتعامل مع الناس، أخاف من الإقدام على فعل شيء جديد في حياتي، وعندي حب تعلق بالمال، وأخاف أن أصرف الفلوس التي معي، وأبخل على نفسي كثيرا وعلى من حولي.
أريد أن أتغير! وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك –أيها الأخ الكريم– في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وإنما شفاء العي السؤال، نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يخرجك مما أنت فيه، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أولا: لا يخفى عليك أن معرفة المشكلة عنصر مهم في بداية العلاج الصحيح.
ثانيا: على الإنسان أن يسأل الله تعالى أن يعينه على الخير ويوفقه له ويسدده إليه.
وننصحك بداية بأن تركز على النجاحات، فأنت -ولله الحمد- متزوج، ورزقك الله بابنتين –كما أشرت– وهذه نعمة من الله -تبارك وتعالى- وفيها دليل على أنك تستطيع أن تفعل أشياء كثيرة، وتستطيع أن تنجح بحول الله وقوته.
ولا شك أن معاناة الإنسان في طفولته تؤثر على حياته، خاصة مسألة الضرب والإهانة تقتل عند الإنسان روح المبادرة، ولكن إذا عرف الإنسان السبب سهل -بحول الله وقوته- إصلاح الخلل والعطب، فركز على النجاحات، وشجع نفسك، واعلم أن الناس جميعا -كل الناس- يعتريهم النقص، فنحن بشر، فركز على ما عندك من إيجابيات، ولا تحقر نفسك وتعظم الناس، فكلنا ذلك الناقص المقصر، لكن الناس يحرصون على إظهار أحسن ما عندهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على تجاوز هذه الصعاب.
وبالنسبة لمشاورة الناس: لا مانع من أن يشاور الإنسان العقلاء الفضلاء، لكن أيضا ليس في كل شيء صغير أو كبير، ونحن ننصحك بأن تلجأ للاستخارة عندما تحتار بين أمرين، ولأهميتها فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، ولا مانع من أن يستشير الإنسان العقلاء، والإنسان عندما يستشير فإنه يضيف عقول الآخرين إلى عقله.
والمال نعمة من الله تعالى، والتعلق به فطر عليه الإنسان وجبل عليه، لكن أولى الدنانير الدينار الذي تنفقه على أهلك، كما جاء عن النبي -عليه صلاة الله وسلامه- فإن الإنسان يستخدم المال فيما يجلب له الراحة والسعادة، ولا يجعل جمع المال هدفا؛ لأن الإنسان بهذه الطريقة يتعب نفسه، ويحرم نفسه من ثمار هذه النعمة التي هي نعمة المال.
ولا تبخل على من حولك من البنيات وممن تجب عليك نفقتهم، وإن كان هناك والد أو والدة محتاجين فتجب النفقة عليهم، وأوجب الدنانير -كما قلنا- التي ينفقها الإنسان على أهله.
نسأل الله أن يعينك على الخير، ونعتقد أن تواصلك والتفكير بهذه الطريقة مرحلة مهمة جدا في الوصول إلى العلاج، واترك التردد، والإنسان عليه أن يبذل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب، والإنسان ما ينبغي أن يخاف من الفشل أكثر من اللازم؛ لأن ذلك يجعله كثير التردد، والمتردد لا يقدم شيئا في هذه الدنيا، ولا يقدم شيئا لحياته {فإذا عزمت فتوكل على الله}.
المهم أن الإنسان يضع خطوات صحيحة، ويبذل الأسباب، ثم يتوكل على الكريم الوهاب -سبحانه وتعالى- ويرضى بعد ذلك بما يقدره القدير سبحانه وتعالى.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والثبات والهداية، ونكرر الترحيب بك في الموقع، وشكرا لك.