السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر القائمين على هذا الموقع، وأسأل الله أن يبارك فيكم.
تزوجت منذ سنتين -والحمد لله- إلى الآن لم يحصل حمل، أول زواجنا كان علي ديون كثيرة، فلم أرد الإنجاب أول سنة، فكنت أقول بأني لا أريد أطفالا الآن، لكني لم أكن أعزل، مرت أول سنة ولم يحصل حمل، ذهبنا إلى الطبيبة لكي نكشف عن أنفسنا -والحمد لله- فحوصاتي وزوجتي سليمة، الدكتورة قالت إن رحم زوجتي ليس فيه مشاكل، أعطت الدكتورة لزوجتي منشطا وابرة تفجيرية، وقالت لنا أن نمارس الجماع في اليوم كذا وكذا، وفعلنا كما قالت، وللأسف لم يحصل حمل.
ذهبنا للطب الشعبي؛ حيث عملت زوجتي قفلة الظهر، وأعطتها بعض الأعشاب وقالت ستحملين الشهر القادم، وجامعت زوجتي بعد أن تطهرت مرة كل 3 أيام، ومع ذلك لم تحمل، في الآونة الأخيرة أصبحت زوجتي تقول لي: إن الله يعاقبك لأنك كنت تقول بأنك لا تريد الأولاد، وأنا -والله- لم أقصد أن أتكبر على نعمة الله، لكن كان قصدي أني أريد أن أسدد بعض التزاماتي.
هل الله يعاقبني لأني قلت لا أريد الإنجاب في السنة الأولى؟
أرشدوني هل أجرب الأنابيب؟ وكيف نواسي أنفسنا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ zaid حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.
نشكر لك تواصلك معنا وثناءك على الموقع، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يرزقك الذرية الطيبة.
ونحن نرى – أيها الحبيب – أن الوقت لا يزال مبكرا، وأن الزمن الذي مضى على زواجك ليس بالطويل الذي يدعو إلى أن يسيطر على قلبك الغم والحزن بسبب عدم الإنجاب، فمدة السنتين والثلاث والأربع أمر معتاد لدى كثير من الناس، أن يتأخر الإنجاب هذه الفترات، وقد لا تكون هناك أسباب ظاهرة، ولكنها إرادة الله -سبحانه وتعالى- فهو سبحانه وتعالى المقدر للأقدار والمقسم للأرزاق، وينبغي أن تكون على ثقة تامة – أيها الحبيب – من أن هذا هو الخير، وأن ما يقدره الله -سبحانه وتعالى- ويختاره لك هو الخيار الأفضل، {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم ولا تعلمون}.
ننصحك – أيها الحبيب – بأن تستغل ظروف الفراغ من الأعباء والأشغال بالأبناء والبنات الآن؛ لتستفيد بهذه الظروف التي تعيشها، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- يحثنا على اغتنام الفراغ قبل الشغل، والصحة قبل المرض، والغنى قبل الفقر، فحاول أن تجعل من هذا القدر الذي تعيشه سببا لتحصيل المنافع والخيرات، واعلم تمام العلم بأن الله -سبحانه وتعالى- سيقدر لك الخير، فهو لطيف بعباده.
وأنت لم تقصر في الأسباب المشروعة، فقد أخذت بما يمكن الأخذ به من الأسباب المباحة، وينبغي أن تفوض الأمور بعد ذلك إلى الله، وترضى بما يقدره الله تعالى لك.
ولسنا بحاجة أن نذكرك بأخبار الأنبياء والصالحين ممن ابتلوا بالعقم زمنا طويلا ثم من الله تعالى عليهم بالذرية بعد ذلك؛ لأنك لست مشابها لهذه الحالات، فإن الزمن الذي أمضيته إلى الآن بعد الزواج ليس زمنا طويلا، والحالات التي تشبه حالتك تفوق الحصر والعد، فلا ينبغي أبدا أن يكون ذلك مصدر قلق بحيث تحتاج إلى مواساة فيه.
وليس صحيحا ما تقوله زوجتك بأن الله -سبحانه وتعالى- يعاقبك الآن، بسبب أنك كنت تقول: (لا أريد أطفالا) في السنة الأولى، فاطرد عن قلبك هذه الهموم والغموم، واعلم بأن الشيطان حريص على أن يوصل الهم إلى قلبك، وأن يجعلك تعيش حالة من الحزن والكآبة، فلا تعطه هذه الفرصة.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يقدر لك الخير حيث كان، ويرضيك به، وقل: {رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء}، {رب هب لي من الصالحين}، {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين}.
هذا، وبالله التوفيق.