السؤال
السلام عليكم
دخلت لهاتف أمي فوجدت حساب أخي -عمره 15 سنة- مفتوحا هناك، ولم أكن لأدخل لو لم أجد اسم بنت في المحادثات، ووجدته يتكلم مع البنات بشكل شبه رسمي، إلا فتاة واحدة سألها لماذا كانت تنظر إليه في القسم.
أما عن كلامه مع الأولاد فهو بذيء جدا، عندما رأيت ذلك تألمت كثيرا ولم أتوقع، ولم أدر ما العمل؟ فأخبرت أختي الأكبر مني، لا ندري ما نفعله؟!
علما أن أمي تتوقع منه أشياء كثيرة، ونحن خائفون أن تنصدم إن قمنا بإخبارها، وبعد يوم وجدنا أنه قد زور ورقة تخرجه من مرحلة المتوسط، في يوم ظهور النتائج قال لنا بأنه تحصل على معدل... وعندما سألته أمي عن الشهادة قال إن صديقه سيحضرها، ثم قام بتزويرها، وقال إن صديقه أضاعها، ولكنه صورها وأحضرها لأختي كصورة لتخرجه، ثم اكتشفنا أنها مزورة، وقد غير معدله.
بعد أن تواصلت أختي مع صديقتها الأستاذة أخبرتها بمعدله الحقيقي، وكان هناك فارق كبير، ما العمل الآن لا ندري أنا وأختي ماذا نفعل؟!
وكما قلت أمي تتوقع منه أشياء كبيرة كحفظ القرآن، وأنه لا يقول الكلام البذيء، ودائما ما تنصحه.
أرجو الإجابة في أسرع وقت من فضلكم؛ فنحن نحس أنه يعلم بأننا نعلم ذلك، أحس أنه يتعذب، فماذا نفعل؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة الزهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذا الشقيق، ونحيي إدخالك لأختك الكبرى في الموضوع، ونتمنى أن تعالجوا الموضوع مع هذا الأخ بينكم وبينه، هذه هي المرحلة الأولى، وليس من الحكمة الإسراع في إخبار الوالدة، ولكن الحكمة تقتضي أن تجلسي أنت معه أو أختك الكبرى معه، وتبينون له خطورة هذه الأمور التي تحدث منه، وأن المؤمن لا يكذب، ينبغي أن يكون صادقا، وأن المؤمن ينبغي أن يكون متزنا في علاقاته مع الطرف الآخر -مع الجنس الآخر- ولا يصلح السكوت عن هذه الأمور.
ولا نؤيد البداية بإخبار الوالدة، بل ينبغي أن يكون إخبار الوالدة آخر المحطات؛ لأنه لو علم أنك له ناصحة، والأخت له ناصحة، وأنكم لا تريدون أن تعرف الوالدة، وأن الوالدة تحسن به الظن، وتنتظر منه أشياء مرتفعة؛ فإن هذا له أثر كبير في توبته ورجوعه إلى الله -تبارك وتعالى- لأنكم إذا أخبرتم الوالدة فغضبت غضبا شديدا ثم هدأت سيكون هناك إشكال، أو تساهلت هاهنا إشكال، وبالتالي فالخطوات التربوية لا بد أن نتدرج فيها، وتنصحي أنت، فإن سمع الكلام فبها ونعمت، إذا لم يسمع تدخلين شقيقتك الكبرى وتشتغلين عليه في الكلام، وتبينين له أن هذا لا يقبل من الناحية الشرعية، وأن الوضع سيكون سيئا جدا إذا علمت الوالدة بهذا، ثم إذا تمادى فليس أمامكم إلا أن تخبروا الوالدة؛ لأنه الآن يسير في طريق الهاوية، ويدخل إلى نفق مظلم.
الكذب والتزوير هذه جرائم كبرى، وكذلك أيضا التجاوز في التعامل مع البنات هذه مصيبة أخرى، وهي مصيبة كبرى، إذا السكوت لا يصلح، لكن الاستعجال بإخبار الوالدة قطعا لا نؤيده، تبدؤون معه بالنصح، تحاولون الكلام معه، بمنتهى الهدوء، وتبينون له أن فيه إيجابيات كذا وكذا، وأن الوالدة تنتظر منه حفظه لكتاب الله، وخيرا كثيرا، وأنها إذا عرفت سيكون هذا صدمة لها، نحن ما نريد أن يعرف أحد، الأمر بيننا وبينك، يعني بهذه الطريقة، وأنت إنسان متميز، ثم بعد ذلك تكون المتابعة له، فإذا وجدنا صلاحا وتوبة ورجوعا إلى الله فهذا ما نريده، وإذا كان لا يسمع الكلام وتمادى فليس أمامكم إلا أن تخبروا الوالدة، واختاروا الكلمات، اختاروا الوقت الذي تكلمونها فيه حتى تستطيع أيضا أن تعمل المعالجة المناسبة للوضع.
ومن المهم وأنتم تعالجون هذا الإشكال أن تعرفوا طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها؛ لأن الشاب في هذه المرحلة يحتاج إلى حوار، لا تصلح معه التعليمات؛ لأن عنده عناد، ولكن يصلح معه الحوار والإقناع ووضع النقاط على الحروف.
نسأل الله أن يعينكم على الخير، ونحن أيضا نتشرف بالمشاركة في الحلول إذا رغبتم، وهذا يتطلب إرسال صفات هذا الابن، ما هي أسباب هذا الانحدار هل يا ترى من الأصدقاء؟ هل في البيت من يشتد عليه؟ كيف كانت طفولته؟ حتى نميز هذه الشخصية، ثم بعد ذلك نضع خطة علاجية.
نسأل الله أن يصلحنا جميعا، وأن يلهم ابننا السداد والرشاد، وأن يهديه إلى أحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو، نكرر لك الشكر على هذا الحرص على مصلحة أخيك.
بارك الله فيك.