السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خطيبتي ملتزمة وذات خلق، ولكنها في الغالب لا تصلي الفجر، وتصلي الصبح وجميع الصلوات إلا الفجر، قلت لها: إن العلماء اختلفوا بكفر من أضاع صلاة واحدة فقط، وأرسلت لها فتواكم عن تارك الصلاة تكاسلا.
أنا قلت لها: إني ما زلت خطيبها وشرعا ليس لي حكم عليها، ولكن إذا تزوجنا لن أسمح أبدا أن تترك صلاة الفجر، وهي وافقت على هذا، وقالت بأنها تحتاج إلى من يشجعها، وأنها عندما كان والدها يشجعها لصلاة الفجر فإنها كانت تصليها في وقتها، وعندما لا يشجعها فإنها تفوتها.
سؤالي هو: هل أتزوجها على أساس اتفاقنا أنها ستواظب على صلاة الفجر بعد الزواج أم أفسخ الخطبة إن لم تواظب قبل الزواج؟ وأؤكد أنها وعدتني بالالتزام، وأنها لن تخلف وعدا وعدتني إياه قط.
برجاء الإفادة، هل أصبر عليها إلى بعد الزواج؛ لأنها وعدتني أنها بمجرد التشجيع والتوجيه ستلتزم وأن نيتها طيبة، أم أفسخ خطبتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdelrahman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
اهتمامك بالصلاة -أيها الحبيب- وجعلك لها مقياسا لصلاح الإنسان أو عدم صلاحه؛ تصرفك هذا دليل على رجاحة في عقلك وفهم لدينك، فإن الصلاة عمود الإسلام، كما أخبر بذلك الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
وقد أحسنت حينما نصحت خطيبتك بالمحافظة على الصلاة، ونقلت لها كلام العلماء في حكم تارك الصلاة، وهذا جزء من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منك ويجري الخير على يديك.
وأما خطيبتك هذه؛ فما دامت بالوصف الذي ذكرته من كونها ملتزمة في الأصل وأنها ذات أخلاق حسنة، ولكنها تقصر في صلاة الفجر بسبب أنها لا تجد من يعينها عليها، وأنها في الحالات التي تعان على صلاة الفجر بالإيقاظ والتنبيه فإنها تتجاوب مع من يعينها على ذلك، وتحافظ عليها.
فهذه الأمارات كلها دالة على أن هذه الفتاة تحمل قلبا طيبا وتوجها صحيحا، وأن هذه العلامات علامة على وجود الخير فيها، فلا ننصحك بفسخ خطبتها بمجرد أنها تتخلف عن صلاة الفجر في بعض الأحيان حينما لا تجد من يوقظها لها، وإن كانت واقعة في نوع من الإهمال والتقصير، فينبغي لها أن تعالج هذا الجانب، ولعل زواجك بها -إن شاء الله- يكون سببا لتحسين أحوالها والارتقاء بمستواها الإيماني، فتظفر بذلك -إن شاء الله- في إصلاح دينها، والظفر بالزوجة المناسبة لك.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.