السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، والحمد لله ملتزمة، حتى دخلت الجامعة وهناك تعرفت على شاب واتفقنا على الزواج، ولكن وضعه المادي تعيس للغاية، -وللأسف- يحدث بيننا بعض الحركات! خائفة من أنها أثرت علي ولا أدري (الله أعلم) ولكني وفي الوقت نفسه ملتزمة بحضور دروس الدين، وكثيرا ما كانت تتحدث عن الاختلاط، وكنت أتخبط ولا أدري ماذا أفعل؟
فالدروس تعظني وتؤثر في وأبقى مثلا يومين لا أتكلم معه، ثم أعود له، حتى جاء وقت سفره الذي كان لي فرجا حتى لا أرتكب المعصية أكثر وتتطور، وما زال يتكلم معي حتى في سفره، وحان الوقت لكي يتقدم لخطبتي، ولكن أمه رافضة رفضا شديدا! بسبب وجود أخ أكبر منه خاطب، وحتى يحين وقت عرسه، وما زال في تأخر وتأخر من حوالي ستة أشهر، وحتى الآن في انتظار أخيه، وأنا كوني البنت الكبرى في أخواتي وقد تقدم لخطبتي الكثير! ولكني رافضة وفي عراك مع أهلي ومع ذاتي أولا، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت من بنات حواء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يغفر ذنبك وأن يستر عليك، وأن يلهمك السداد والرشاد.
فأرجو أن تواظبي على حضور مجالس العلم، واحرصي على التوبة والرجوع إلى الله، واجتهدي في قطع الاتصالات بذلك الشاب ولا تقبلي به إلا إذا ندم وتاب، ولا تذكري ما حصل لأحد من الناس، وإذا جاءك صاحب دين فلا تتردي في القبول به.
وإذا تقدم ذلك الشاب فاشترطي توبته، واحذري من الوقوع في المخالفات الشرعية، واعلمي أن الله يمهل ولا يهمل، وإذا لم يتمكن من إقناع أهله فذلك دليل على ضعفه ومؤشر على أن قراره ليس بيده، وقد نعذره في ذلك ولكن لا ذنب لك فيما حصل.
وأرجو أن تختاري لنفسك صاحب الدين الذي يرتضيه أهلك، ونحن ما نريد لفتياتنا أن يجرين وراء السراب، علما بأن الفرص لا تعوض والرد المتكرر للخطاب ليس في مصلحة الفتاة.
ولست أدري هل أهلك على معرفة بالشاب وأهله أم هو مجهول بالنسبة لهم؟ وإذا لم يكن معروفا بالنسبة لأهلك فنحن لا ننصح بالانتظار الطويل، وأخشى أن يكون شؤم المعصية هو الذي يعقد الأمور فإن الله يقول: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير))[الشورى:30].
فاحرصي على التوبة، وأكثري من الاستغفار، واطلبي منه التوقف عن المكالمات والرجوع إلى رب الأرض والسماوات والمجيء للبيوت من أبوابها الواضحات، مع ضرورة إعطاء فرصة لأهلك للتعرف على أحواله والصفات، وقد أسعدني حضورك للدروس والمواعظ وتأثرك بما تسمعين، ولن يخذل الله فتاة تتلو كتابه وتجالس الصالحات، واعلمي أن الأثر الإيجابي يستمر مع كثرة الدروس وصحبة الصالحات وتلاوة القرآن وذكر الرحمن ومراقبة من لا يغفل ولا ينام.
وأبشري فإن للحسنة ضياء في الوجه وانشراحا في الصدر، وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق، كما أن للسيئة ظلمة في الوجه وضيقا في الصدر وبغضة في قلوب الخلق.
وبالله التوفيق والسداد.