السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا شاب بعمر 30 سنة، متخرج في الجامعة، درجة ماستر تخصص (تسيير عمومي)، عاطل، لم يوفقني الله في الحصول على عمل للأسف الشديد، بدأت معاناتي مع مرضي بالفصام أيام البكلوريا، فلم أحصل عليها لعامين، ولم يأخذوني للطبيب، -أقصد أسرتي-.
العام الثالث حصلت عليها بمعدل منخفض جدا؛ لأني درست شهرا واحدا فقط، وذهبت للجامعة، وكذلك لم تعجبني نتائجي، فهي متوسطة وضعيفة، تخرجت فلم أحصل على عمل لمدة خمس سنوات.
الآن صرت بعمر 30 سنة، أفكر بإعادة البكلوريا في تخصص آخر، وهو شعبة العلوم التجريبية، فأنا بعد أن شفاني الله من مرضي الذي أثر على صحتي ودراستي كثيرا، أريد أن أدرس تخصص الطب، وهو كان حلمي من البداية، فتخصص الماستر درسته بضغط من الوالد، والأسرة للأسف لا يحبون لي المراتب العليا، مثل طبيب أو وال أو إمام، ويتحملون المسؤولية الكبيرة في مرضي.
لا علينا، أريد إعادة البكلوريا، أولا، فلدي عقبة المعدل الذي سيسمح لي بدخول كلية الطب، ثانيا أنا في عمر الثلاثينات، وهو سن العمل والزواج، كيف أعمل وأوفق بين العمل ودراسة تخصص الحلم الطب؟ وكيف أتزوج وأنا أصلا عاطل عن العمل إذا افترضنا أني أعدت البكلوريا، ونجحت سأتخرج وأنا بعمر37 سنة!
أفكر في الدراسة، وإنشاء مشروعي التجاري، أو العمل في التجارة والزواج، لكن ليس لدي رأس مال، والقروض ربوية، كيف أوفق بين العمل إن وجدته والزواج ودراسة التخصص الذي أحبه؟
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الابن الكريم والأخ الفاضل- في الواقع نشكر لك الاهتمام والتواصل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب لك السلامة والعافية والأجر، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
لا شك أن الإنسان عند ما يحتار في مثل هذه الأمور فإن عليه أولا أن يتوجه إلى الله بالدعاء، وبعد ذلك يستشير من حوله من الخبراء، يفضل في هذه الحالة التواصل مع الذين درست على أيديهم من المعلمين والدكاترة، الذين هم أعرف الناس بقدراتك، ولا مانع أيضا من مشاورة أطباء وخبراء، حتى يعينوك على الاختيارات الجيدة، ويعينوك على بلوغ النجاح، بعد توفيق واهب العافية، سبحانه وتعالى.
المؤمن عليه أن يستشير ويستخير، ولن يندم من يستشير ويستخير ربه تبارك وتعالى، ثم لا يخفى على أمثالك أن الإنسان إذا اتخذ هدفا ينبغي أن تكون هناك خطوات توصله إلى الهدف، ودائما الإنسان يختار الأهداف التي يستطيع أن يصل إليها، وأيضا يرسم الخطة، خطة الطريق التي توصله إلى بلوغ تلك الأهداف.
نحب أن نؤكد أن الدراسة ليس لها عمر محدد، ولكن من المهم أن تتخذ خطوات صحيحة مرتبة متوازنة، وننصح في مجال العمل أن لا تضع في بالك عملا معينا؛ لأن بعض الناس يصر على أن يعمل في اتجاه معين، وفي عمل مخصص مفصل عليه.
في شرعنا كل عمل يجد منه الإنسان ثمرة؛ فهذا ينبغي أن يجتهد فيه ويحافظ عليه، ونبي الله داود كان يأكل من عمل يده؛ لأن الدخول إلى الحياة العملية والقبول بأي عمل هذا مما يعينك على بلوغ الأهداف؛ لأن الزواج يحتاج إلى شيء من المال، وكذلك الدراسة تحتاج إلى شيء من المال.
الحمد لله، الدراسات الجامعية، وما بعد الجامعة، لا ترتبط بعمر معين، وستجد معك من الزملاء من هم أكبر منك ويواصلون دراستهم، فلا يكون هذا الجانب مزعجا بالنسبة لك.
عليه نتمنى أن تنتبه للآتي:
أولا: الدعاء واللجوء إلى الله.
ثانيا: المحافظة على الصلاة والطاعة لله، فإنها مفاتيح للرزق.
ثالثا: مشاورة الخبراء والعقلاء الذين يعرفون ما عندك من القدرات.
رابعا: التواصل مع الأسرة وطلب المعونة والمساعدة منهم، أو من الإيجابيين منهم.
خامسا: وضع خطط واضحة، وتعوذ بالله من العجز والكسل؛ لأن العجز نقص في التخطيط، والكسل نقص في التنفيذ، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ونحن سعدنا بخوفك من الربا، وهذا دليل على أنك على خير.
نسأل الله أن يبارك لك، وأن يوسع لك في الرزق، وأن يعينك على بلوغ العافية، وأن يملأ يديك بما يوصلك أيضا إلى العفاف من خلال الزواج.
مشروع الزواج أيضا من المشاريع المهمة، والزوجة تأتي برزقها، والله تبارك وتعالى وعد طالب العفاف بالمعونة، وفي الحديث النبوي، (ثلاثة حق على الله أن يعينهم، ومنهم متعفف يريد الزواج أو ساع يريد العفاف)، بل قال ربنا العظيم: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله).
الزوجة تأتي برزقها، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وكذلك الأطفال يأتون بأرزاقهم، وفي الحديث: (هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم بذكرهم وصلاتهم ودعائهم).
نسأل الله أن يسهل لك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، ونشرف بتواصلك مع الموقع، ونسأل الله أن يعينك على كل أمر يرضيه.