السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نحن -ولله الحمد- عائلة محافظة، لكن أخي وزوجته ليسوا كذلك، وليس لديهم تصور كبير في التربية، خاصة في هذا الوقت، وكلاهما منشغل عن البيت.
لديهم ابنة في المرحلة المتوسطة، واهتمامها في الفرق الكورية، والأفكار الجديدة، وبعيدة عن الدين، وجاءني خبر أنها تذهب للمقاهي وحدها، وللأسف والدتها من تذهب بها وتتركها هنالك، ووالدي ووالدتي لو عرفا ذلك لتفطرت قلوبهما!
هل من نصيحة أو توجيه نبذله لهذه البنت؟ (الأب والأم لا يمكن توجيه النصيحة لهما).
علما بأني عمتها، والعلاقة تعتبر بعيدة بسبب بعد سكني عنهم، وكذلك بسبب وفارق العمر.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيتها الأخت الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر بنت أخيك، فأنت عمة، والعمة بأرفع المنازل، نسأل الله أن يقر أعيننا بصلاح الأبناء والبنات، ونسأل الله أن يلهم هذه الأسرة السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أحب أن أؤكد أننا في مثل هذه الأحوال أولا ينبغي أن نتحمل مسؤوليتنا؛ لأن هذه البنت من عرضنا، ويهمنا أمرها، فلا بد من خطوة في الاتجاه الصحيح، والاتجاه الصحيح هو عن طريق محورين:
المحور الأول: تنبيه هذا الأخ وزوجته بأي وسيلة مناسبة، واختاري من إخوانك أو أخواتك من يتكلم مع هذا الأخ، ويحذره من الأشياء التي يمكن أن تحدث لبنتنا إذا لم نهتم بتوجيهها التوجيه الصحيح والسديد.
الأمر الثاني: إذا كان عندك بنيات في سنها، أو لإخوانك أو داخل العائلة من محارمها، أرجو أن يكون لهم دور في النصح لهذه الفتاة.
كما أرجو أن تقتربي من هذه الفتاة، وتحاولي أن تجعلي بينك وبينها علاقة، لا ينبغي أن يستمر هذا الانقطاع والبعد، وأعتقد أن هذه العلاقة يمكن أن تكون ولو من خلال زيارة واحدة في مناسبة، بعدها تظهرين الاهتمام بها، وتأخذين رقم هاتفها، ثم تتواصلين معها، ثم تبدئين التوجيه لها، ثم تقولين: أنا معجبة بك، لكن أريد أن تتحجبي؛ لأنك كذا وكذا، ولأننا نبدأ بهذه الطريقة الجميلة التي ينبغي أن نعرف الطريق إلى قلب مثل هذه الفتاة في هذه السنة، فهي بحاجة إلى من يثني عليها، إلى من يحاورها، إلى من يحتويها.
أنت في مكان تستطيعين أن تفعلي هذا، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ولا نؤيد فكرة السكوت عن هذا الأمر؛ لأنه في النهاية سيأتي الإشكال للعائلة بأكملها، كما هو معروف في مجتمعاتنا، فهي تسيء لأهلها، وتسيء لأسرتها الصغيرة، وأسرتها الكبيرة.
إذا كان الوالد والوالدة بالنسبة للفتاة في غفلة، فأرجو أن يجدوا منكم التنبيه والتوجيه، وليس من الضروري أن يكون التنبيه منك، فيمكن أن يكون هذا بطريق غير مباشر، فعندما يأتي للوالدة تطلب منه أن يأتي بالبنت لزيارة جدتها، وعند ذلك يكون لكم دور في التوجيه والإرشاد لهذه الفتاة، وأكرر على مسألة الملاطفة، ومعرفة خصائص المرحلة العمرية، ومعرفة مهارات الدخول إلى قلب هذه الفتاة.
نحب أن نؤكد أننا نستطيع أن نصلح الفتاة حتى لو كان الوالد والوالدة فيهم تقصير، قطعا المهمة لن تكون سهلة، لكن الهداية من الله تبارك وتعالى، وطرق الغواية لها آثارها السالبة، فالذي يمشي في الطريق الخطأ يشعر بالمخاطر، ويفقد السعادة، نسأل الله أن يعينها على الخروج مما هي فيه.
عموما: نحن نعتبر هذه الاستشارة خطوة جميلة ومباركة، وبادرة طيبة منك، لكن ينبغي أن تتبعها محاولات واجتهاد، ونتمنى أيضا إذا كان هناك مجال أن تعطينا صفات هذا الأخ (والد الفتاة)، ما فيه من إيجابيات، حتى تبدئي مع الأخ أيضا، وتخوفيه من عواقب التساهل في مثل هذه الأمور.
أقترح أن تكون البداية مع الأخ الذي هو الزوج والوالد؛ لأنه صاحب التأثير الأكبر على زوجته، وعلى بنته، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
هذا، وبالله التوفيق.