أشعر بفتور ولا أطيق المذاكرة ولا الذهاب للدراسة، فما الحل؟

0 37

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا في الصف الثالث الإعدادي، ومن المتفوقين -والحمد لله-، ولكن منذ بداية هذا العام الدراسي أصبحت لا أطيق المذاكرة، ولا حتى الذهاب للدروس، ولا أطيق حتى الخروج من المنزل، الوقت يمضي، وأنا قلقة بشدة، سيضيع كل تعبي في السنوات السابقة، فحلمي أن أحصل مجموعا أعلى من الثانوي، وأطمح بشيء أعلى، ولكن لا أعلم ما بي؟ وكثيرا ما أفوت حضور الدروس، لا أعلم ماذا أفعل؟

أرجو أن تفيدوني عاجلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

هنيئا لك التفوق الدراسي، ونسأل الله لك التفوق والسداد في حياتك.

من القضايا المهمة التي لها تأثير عميق في طلب العلم بشكل عام هي قضية الشغف والرغبة؛ فهي أشبه بالوقود المحرك والدافع لهمة الإنسان، ومتى ما فقد الإنسان هذا الشغف والرغبة نتج عنه الضجر والخمول؛ والترك بعد ذلك.

وما تعانين منه هو نوع من فقدان الشغف بالدراسة والتعلم، فرغم تفوقك الدراسي، ولكنك تجدين نفسك تفقدين الرغبة في الدراسة والدافعية للنجاح، وهذا الأمر له أسباب كثيرة نحاول أن نذكر أهمها لك.

أولا: اختلال التوازن، بسبب تغليب جانب معين في حياتك، فهذا يتسبب بفقدان المتعة عند ممارسة أي نشاط؛ لذلك لا بد من تنويع جدولك اليومي، وإعطاء كل شيء حقه، ولا تقلقي من هذا التنوع؛ فله دور مهم في رفع الهمة، وتقوية الرغبة لتحصيل أفضل، فإعطاء وقت للمذاكرة، ووقت للراحة، ووقت لممارسة أي هواية مفيدة، ووقت للنزهة... إلخ، يساهم في تجديد الحيوية، وتحسين الرغبة، والبداية بنوع من المتعة.

ثانيا: تحفيز الذات، وذلك عبر تقديم مكافأة للنفس عند تحقيق أي إنجاز، فتقسيم وقت المذاكرة إلى ساعات محددة، ثم تقسيم ما تتم مذاكرته إلى فصول أو دروس محددة، ويتم بعد إتمامها إعطاء محفزات ذاتية يصنفها العقل كمكافأة، مثل: الخروج لنزهة، أو ممارسة وقت في الرياضة، أو مشاهدة شيء مفيد وهكذا، لهذا الأمر دور مهم في تحفيز جانب المتعة والشغف بشكل مستمر.

ثالثا: العناية بالصحة، من خلال ممارسة النشاط الرياضي، والغذاء الصحي، وترك السهر، والنوم بشكل كاف، كل ذلك يزيد في متعة المذاكرة والرغبة فيها، ولا يخفى ما للسهر، وكثرة الأكل، وعدم الرياضة من دور في الإرهاق، والشعور بالكسل الذي يتحول مع الوقت إلى عادة يصعب تركها.

رابعا: تحديد الأهداف والطموح، من المهم جدا تحديد الأهداف عند الدراسة، والأهداف تنقسم إلى أهداف مرحلية، وهدف عام، فالهدف العام هو ما تتطلعين للوصول إليه في حياتك العملية، والأهداف المرحلية هي كل ما يساعدك في تحقيق الوصول لهذا الهدف، وفي حالتك تعتبر الدراسة والتفوق من الأهداف المرحلية التي توصلك لهدفك الكبير، وعندما تفكرين في الدراسة من هذه الزاوية سيتحرك لديك الحماس لتحقيق هدفك الذي لن يتحقق إلا عبر هذه الأهداف المرحلية.

وأي تهاون أو ضعف يعني غياب تحقيق هذا الهدف، فمن المهم للتحفيز الربط بين عنصري العمل والنتيجة، فالخوف من الفشل دوره أن يحفزك للعمل، وهذا الوضع صحي لتحقيق الإنجاز في الحياة، كما قيل "تألمت، فتعلمت، فتغيرت"، فلا بد من محفزات تدفعك للشعور بالرغبة في تحقيق الهدف، ولا بد أن يكون هذا الخوف في حدوده الصحية، وأن لا يصل إلى القلق؛ لأن القلق يعيق التفكير.

خامسا: التفكير بإيجابية، فما دام أنك تقومين بكل ما عليك من الدراسة، وتتفوقين، وتنجزين كل ما عليك، فلا ينبغي أن تشعري بالقلق أو الخوف، فعدم الثقة بالنفس مشكلة كبيرة، ولعلاج ذلك ينبغي أن تتذكري تفوقك في الماضي، ولحظات النجاح التي حصلت عليها، ولا بد أن تجعليها حاضرة أمامك دائما؛ لأن القلق والخوف الذي سببه الخوف من النتائج البعيدة المجهولة بناء على واقعك المتراجع الآن، وكل هذا يزول عند تنظيم الوقت، وتحديد الأولويات، والبدء في تحقيق الإنجازات المرحلية أولا بأول.

الخطوة التي ينبغي أن تبادري بها: أن تقوي علاقتك بالله تعالى، وتجعلي للقرآن والصلاة والدعاء حيزا كبيرا في حياتك؛ فالقلب الواثق بالله قلب مطمئن، ثم تبادري بالأسباب التي ذكرناها لك، وأنت الآن لا تزالين في أول الطريق، وتحقيق الأهداف متاح وممكن، فبادري إلى الاجتهاد، وتنظيم وقتك، وستجدين كل هذه المخاوف تتبدد -بإذن الله تعالى-.

وفقك الله وأعانك على الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات