السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ 4 شهور حصل موقف أزعجني وضايقني، ومنذ ذلك الوقت وأنا أشعر بالتعب، رغم أن الموقف مر وانتهى، وإحساسي تجاه الشخص المعني طبيعي.
الأعراض التي تراودني وتختلف شدتها من وقت لآخر: ضيق النفس، كتمة، تنميل، دقات قلب سريعة، والنفس غير منتظم، قمت بالكشف عدة مرات عند طبيب الباطنية، وأجريت تحليل الأنيميا، وكانت النسبة بسيطة، لا أحد شك بأن له علاقة بالقلب، علما بأن النفس يزداد لدي، وأسعى دائما إلى التحكم به بلا جدوى، والأمر يزداد سوءا يوما بعد يوم، حاولت التأقلم ولا أستطيع، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يجلب لك الطمأنينة والسعادة والآمال.
لا شك أن هذه الحياة لا تخلو من المواقف الصعبة، والإنسان ينبغي أن يرضى بما يقدره الله تبارك وتعالى، "وعجبا لأمر المؤمن أن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن"، ونحمد ربنا الكريم الذي يجازينا في كل الأحوال
إذا مس بالسراء عم سرورها ** وإن مس بالضراء أعقبها الأجر
ونحن ننصح دائما عند حصول مواقف سالبة للإنسان:
أولا: أن يحصر الموقف في إطاره الزماني والمكاني.
ثانيا: أن يتذكر نعم الله عليه.
ثالثا: أن يتجنب العودة إليه والشيطان، يحاول أن يعيد الإنسان إلى المواقف السالبة، والمشاهد السالبة، من أجل أن يحزن الإنسان، وهذا عمل الشيطان، لقوله تعالى: {ليحزن الذين آمنوا}.
ولذلك ينبغي أن نعرف كيد الشيطان، فإذا عاد بنا إلى الموقف الذي حصل وتضايقنا منه، عند ذلك ينبغي أن نتجاوز بسرعة، ونذكر الله تبارك وتعالى ليبتعد عنا عدونا الشيطان، وإن كان في الموقف خطأ شرعي منا نجدد التوبة، فإن ذلك مما يغيظ عدونا، فالشيطان يحزن إذا تبنا، يحزن إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا إلى ربنا، فننشغل بطاعة الله -تبارك وتعالى- وبكل أمر يرضيه.
إذا كانت الفحوصات الطبية طيبة، وليس هناك إشكال، فإن مسألة مقابلة طبيب نفسي مختص، ومقابلة راق شرعي يقيم الرقية الشرعية وفق قواعد الدين العظيم، قد يكون من الأمور المفيدة لك.
ونحن نشجع تواصلك مع الموقع، وشرح ما عندك بالتفصيل، وحتى يجيب عليك طبيب نفسي مختص لتسمعي التوجيهات، لكن -الحمد لله- طالما أن الأمور أحيانا تكون جيدة، وأحيانا تعود الأعراض، فهذا مرتبط بتذكرك للموقف السالب، فلذلك لا تعكري على نفسك، وكثير من الناس يمر بالمواقف السالبة، لكن الرجوع إليها والوقوف الطويل عندها ليس من مصلحة الإنسان.
وعلينا أن نعلم أن الحزن على الماضي لا يمكن أن يعيد الأمور، والبكاء على اللبن المسكوب لا يمكن أن يعيده، والإنسان ينبغي أن يعيش حياته، ويسعد في اللحظات التي هو فيها، ويتعرف إلى نعم الله عليه، ويمضي في حياته، وهو على يقين أن هذه الحياة لا تخلو من المواقف الصعبة، وهو مأجور عليها، ولا ندري أين يأتي الخير، فالسعيد هو المؤمن الذي يسعد بكل ما يقدره الله، والسعادة هي نبع النفوس المؤمنة بالله، الراضية بقضائه وقدره، المواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته، فكوني منهم.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.