أخطأت في حق من أحببته، فكيف أنال مسامحته؟

0 0

السؤال

السلام عليكم

أنا أحببت رجلا، ولكن أخطأت بحقه كثيرا، وهو سامحني من قبل، والآن هو غير قادر على أن يسامحني، فهل أستخير أم أدعو الله أن يجعل قلبه أحن علي؟ فأنا أحبه، ولا أريد أن أخسره.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

في البداية -أختي الفاضلة- لا بد أن نلفت نظرك إلى قضية مهمة، فمن الضروري جدا الاحتياط لدينك، وعدم الانسياق في أي علاقة حب وعاطفة لا تنتهي بالزواج، فالإسلام يصون عرض المسلمة من أي عبث، ويحفظ كرامة المرأة من أي انحراف، وفي نفس الوقت يرغب في الزواج، ويدعو إلى بناء الأسرة، وتحقيق المودة والحب فيها.

في سبيل هذا التوزان وضع الإسلام للعلاقة بين الرجل والمرأة حدودا، وضوابط تحمي كل طرف، وتحفظ كيان الأسرة من العبث أو الانحراف.

لذلك ننصحك بمراجعة حكم الشرع في الحب قبل الزواج، على فتوى رقم: (33115) في موقعنا "إسلام ويب".

إن كانت هذه العلاقة وفق الضوابط الشرعية -والمقصود هو الخطبة- فمن الوارد أن يحدث اختلاف، وسوء تفاهم حول بعض القضايا، وهذه المرحلة تحتاج لأن يكون هناك توافق وانسجام على الكليات، والمشتركات التي تؤسس لنجاح مشروع الزواج، وفي نفس الوقت يكون هناك حوار حول الجزئيات التي يمكن أن يتم تجاهلها، أو تأخيرها لعدم تأثيرها في الحياة الزوجية مستقبلا، فاستقرار الأسرة مطلب شرعي، والإسلام جعل من أسس الأسرة أن تبنى على الحب والمودة والرحمة والتفاهم.

من سؤالك -أختي الفاضلة- لا بد أن تحددي طبيعة هذه الأخطاء وحجمها، وأبعادها وأثرها، فهناك أخطاء يمكن أن تمحى وتنسى، وهناك أخطاء كبيرة، ومؤثرة، يمكن أن تبقى مدفونة، ولكنها تخرج في لحظات الاختلاف فتفسد كل شيء.

بعد تقييم هذه الأخطاء لا بد من اتخاذ القرار بشكل محدد، وبعيدا عن العاطفة: "هل يمكن تجاوزها ودخول مرحلة الزواج، دون أن يكون لها تأثير في بناء الأسرة واستقرارها في المستقبل"؟

الاستخارة مشروعة، ومرغب فيها عندما يحتار المسلم بين أمرين، فتلحين بالدعاء أن يختار الله لك الزوج المناسب والصالح، وتعيينك لشخص بالدعاء الأفضل منه، بأن تسألي الله أن يختار لك الأصلح والأفضل والأتقى، فعلم الله وتقديره وتدبيره أوسع من تدبيرنا وعلمنا، يقول تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات