السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا بعمر 26 سنة، عانيت من الوسواس القهري عندما كنت في سن 17 ولمدة سنة، ثم بعدها اختفى وظهر عندي اكتئاب لمدة شهرين، ثم تحسنت حالتي -بفضل الله-، إلا أنه أصبح لدي جمود في المشاعر، فالأشياء التي كنت أتأثر بها لم تعد تؤثر في نفسي.
أصبحت لا أستطيع البكاء، ولا التعبير عن مشاعري، حيث ضعف إيماني، ولم أعد أجد حلاوة الإيمان، وهذا ما زاد من معاناتي، ليس لدي الجرأة للذهاب إلى طبيب نفسي، فهل من نصيحة؟ وهل سأتعافى مما أنا فيه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نصر الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
ليس غريبا -أخي الفاضل- أن يأتي الاكتئاب بعد الوسواس القهري، فالوسواس والاكتئاب كثيرا ما يترافقا، حيث إن أحدهما يمكن أن يسبب الآخر، وخاصة بالشكل الذي ذكرت أنه بدأ بالوسواس القهري ثم تبعه الاكتئاب النفسي.
أخي الفاضل: إن ما وصفت من جمود مشاعرك، وأنك لم تعد تتأثر نفسيا بالأمور التي كانت تؤثر بك، ربما هذا هو ما زال عرضا للاكتئاب النفسي، فالاكتئاب النفسي ليس فقط هو موضوع الحزن، وإنما له أشكال أخرى، ومنها: فقدان المشاعر، وعدم الشعور بالبكاء أو الاستجابة للمواقف التعبيرية النفسية.
أخي الفاضل: ذكرت أنك تجد صعوبة في مراجعة الطبيب النفسي، أرجو أن تعيد النظر في هذا؛ لأن صحتك النفسية مهم معالجتها كما يقول الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: (تداووا عباد الله)، فإن هذا ينطبق على الاضطرابات النفسية كما ينطبق على الأمراض العضوية.
إذا تعذر عليك هذا فيمكن في حالات استثنائية أن تحاول التكيف مع هذه الحالة النفسية عن طريق ممارسة الرياضة، والخروج من المنزل، والاختلاط بالناس والعيش في جو الطبيعة -سواء حديقة أو غابة أو بحر أو جبل-؛ فإن كل هذه الأمور يمكن أن تعدل المزاج، بالإضافة إلى ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن الكريم، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، ولكن كما ذكرت لك: كل هذا يمكن أن يطمئن القلب، ولكن أحيانا لا بد من العلاج النفسي أو العلاج الدوائي، فأرجو أن تعيد النظر في وضعك، وخاصة أنك في هذا السن من الشباب المقبل على الحياة.
أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.