السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ ثلاث سنوات وأنا أحب شابا كان يسكن في حينا، ولكن دون أن يعلم، فأنا أعجبت به وأحببته لتدينه وعدم تفويته الصلاة، وصلاته دائما في المسجد ومعاملته الحسنه مع الناس، وأنا أعلم أن هناك الكثير من هذه النوعية، لكني أحبه هو! ولا أعلم ماذا أفعل؟
وبالرغم من أني قابلت كثيرا مثله، وكان هناك نطاق تعامل بيننا؛ لأنه يملك محلا وكنت أشتري منه الأشياء إلا أنني لم أتكلم معه إلا في حدود البيع والشراء، مع أنني كنت ألاحظ علامات الإعجاب منه، وأحيانا كثيرة كان يريد أن يكلمني، لكن خجله يمنعه.
وبعد فترة ترك المنطقة وتضايقت كثيرا لهذا، وبعد سنة ونصف تقريبا بعد أن بدأت في نسيانه رجع مرة أخرى وأصبح يتردد على منطقتنا بكثرة، فتجدد الحب من جديد بعد أن حاولت أن أنساه، وكنت أحيانا أدعو الله وأفاجأ به أمامي.
المشكلة الآن أنني أعرف عنه أشياء كثيرة، وهو على ما أعتقد لا يعلم عني إلا المنزل الذي أسكن فيه فقط دون اسمي أو أي شيء، وللعلم أيضا أن المعلومات وصلتني عن طريق الصدفة، وليس سعي مني.
والمشكلة الآن التي أعاني منها أنني لا أجد واسطة بيني وبينه! أي تعرفني وتعرفه، حتى أعلم منه موقفه وشعوره ناحيتي، حتى لا أجري وراء السراب فانتظر زوجا لا يأتي وحبا لا يكتمل!.
فماذا أفعل الآن؟ فأنا أحبه كثيرا ويعلم الله أنني أخشاه، ولا أريد أن أغضبه، فأنا أكتفي بإلحاح في الدعاء ولا أملك إلا الدعاء، فأنا لا أستطيع أن أتكلم معه أو أسأل عنه أحدا أو أن أذهب إليه في مقر عمله الجديد، فأنا أخاف الله ولا أود أن أصل للحلال عن طريق الحرام، أو أن يغضب الله علي.
أفيدوني لأنني أريد أن أصل لحل مناسب، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا نحمد الله تعالى على حسن مراقبتك إياه، وعلى مراعاتك لحدوده ونواهيه، بحيث إنك ومع ميلك لهذا الشاب المذكور، فإنك بحمد الله لم تلهثي وراءه لإقامة العلاقات المحرمة، كما يفعل بعض النساء المسلمات عفا الله عنهن، بل أنت بحمد الله قد فزت بأمرين عظيمين عندما امتنعت عن إقامة أي علاقة مع هذا الشاب:
فأما الأمر الأول: فهو طاعة الله والصبر عن محارمه جل وعلا.
وأما الأمر الثاني: فهو صيانة كرامتك وصيانة نفسك كأنثى تلهث لإقامة علاقة لا يرضاها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، بل ولا يرضاها كل مؤمن غيور على دينه وعرضه.
والمقصود أن الحل هو ما تقومين به بالفعل، والذي هداك الله إليه، وهو الدعاء وطلب الحوائج من الله تعالى، فعليك بسؤال الله تعالى أن يجعل هذا الشاب من نصيبك إن كان هذا خيرا لك، مع أن الأفضل والأكمل أن يكون دعائك بأن يهبك الله تعالى الزوج الصالح الذي يرضى الله تعالى، والذي يكون قرة عين لك، وأما سؤال الله زوجا بعينه فهذا جائز لا حرج فيه، وإن كانت الصورة الثانية أولى وأفضل..
ونحن لا نشير عليك بمحاولة إرسال رسالة مثلا، أو محاولة بعث إنسان له ليشرح له رغبتك فيه، فإن هذه الطرق غير مأمونة العواقب، ولا تعرف نتائجها، لا سيما الطريقة الثانية، فإن الغالب فيها هو انتشار خبرك وحصول سمعة سيئة لك، فانتبهي واحذري، فإن السلامة غنيمة لا يعدها شيء أبدا...
ونوصيك بوصية أكيدة في هذا المقام، وهو أن تعودي نفسك عدم التفكير في هذا الشاب، وخاصة تخيل صورته وملامحه، بل اشتغلي عن ذلك بذكر أعظم مذكور، وهو الله العظيم الذي بذكره تتنزل السكينة والرحمة ((فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون))[البقرة:152].
ووصية أخرى أيضا أكيدة، وهي أنه إذا تقدم إليك من هو مناسب في دينه وخلقه، فالحذر من رفضه أو تأجيله، بل وافقي عليه، وتذكري أن المؤمن العاقل لا يعلق نفسه بالأوهام والاحتمالات مع إمكان أن ينال ما يريده من خير وسلامة في الدين والدنيا.
ونسأل الله لك الزوج الصالح الذي يجمع لك كل سعادة وكل طمأنينة وأمان.