السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من صعوبة شديدة في بدء الصلاة، حيث أعيد تكرار تكبيرة الإحرام، ولا أستطيع إكمالها، وقد لا أستطيع النطق بها، وكذلك عندي صعوبة في بدء الوضوء بنفس الطريقة. الصعوبة في النية والبدء، أما بقية الصلاة والوضوء فهي عادية، لا أعيدها ولا أعيد الوضوء، ولا يوجد وسوسة، والحمد لله، بقية حياتي طبيعية.
أرجو المساعدة لأن هذا الأمر يسبب لي حرجا وإزعاجا كبيرا، فلا أستطيع الصلاة أو الوضوء أمام أحد، وأستهلك وقتا أكثر من المعتاد، ويسبب لي حالة نفسية سيئة كلما جاء وقت الصلاة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - سيدتي - عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
الأخت الفاضلة: من الواضح أنك تعانين من شكل من أشكال الوسواس القهري، والذي هو عادة إما أفكار أو سلوكيات قهرية متكررة، ومنها ما ذكرت من أنه تأتيك فكرة أن تكبيرة الإحرام التي قمت بها ليست كما يجب؛ فتضطرين إلى تكرارها مرات ومرات، حتى أصبح هذا الأمر مزعجا ومقلقا لك، وخاصة إذا كنت أمام الناس.
أختي الفاضلة: صحيح أن هذه الأفكار والأعمال القهرية لم تصل إلى الصلاة أو الوضوء، إلا أنها تبقى في نفس ما وصفته لك أنه وسواس قهري، هذه الأفكار المتعلقة بتكبيرة الإحرام ليست تحت إرادتك حاليا، بل هي تفرض نفسها عليك، وتضغط عليك بأن تعيدي تكبيرة الإحرام مرة ومرة.
هناك طريقان للخروج مما أنت فيه:
الأمر الأول: مقاومة الرغبة بإعادة تكبيرة الإحرام، وأن تكتفي بتكبيرة واحدة مهما كانت، وأنت معذورة، وغير مؤاخذة في هذا، والله تعالى رفع عنك الحرج في ذلك، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)، والله غفور رحيم، وهو أدرى بالمعاناة التي تعيشينها.
إذا نجحت في هذا فبها ونعمت، وإلا ليس لك إلا أن تأخذي موعدا مع الطبيب النفسي، ويصف لك أحد الأدوية المضادة للأفكار والأعمال القهرية، والذي عادة يأتي بنتائج جيدة طيبة، لتستعيدي الهدوء والسكينة في صلاتك من دون أن تصرفي جهدا في هذه الأفكار الوسواسية القهرية.
أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، وسكينة الصلاة، وأرجو ألا تنسينا من دعوة صالحة في ظهر الغيب.