السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أشعر منذ فترة بعدة أعراض لا أفهم لها سببا واضحا، وهي:
١. صداع (tension headache) شديد.
٢. صعوبة شديدة في التركيز، وصعوبة شديدة في التفكير.
٣. سرحان بشكل كبير.
٤. ضيق في الصدر، وشعور بالحزن.
٥. تقلبات في البطن أغلب الوقت.
٦. سوء تقدير الذات، مع ما لدي من إنجازات مهنية يشهد بها الجميع.
٧. انعدام الرغبة، أو انعدام الشعور، بالرغم من أني مقبل على الزواج بعد شهرين، مشاعري متبلدة، فلا أشعر بالحزن ولا الفرح كما كنت سابقا.
٨. تأتأة في الكلام، وأشعر أن الكلام بالكاد يخرج من فمي، وأشعر أن لساني لا يتجاوب مع ما أريد قوله.
كل هذه الأعراض ليست دائمة، ولكن تسطير علي من حين لآخر، ولنقل ٤٠% من الوقت، وأستطيع أن أقول في١٠% من الوقت أشعر بالعكس تماما، أشعر بأني حر، ورأسي خفيف، ولي قدرة عالية على التعامل مع كافة الأمور، سواء بالعمل أو الأمور الاجتماعية، و٥٠% من الوقت تكون هذه الأعراض متوسطة الحدة، على سبيل المثال: والدتي كانت في العمليات منذ فترة قريبة، وكنت حينها في حال طيبة، وكان تركيزي عاليا، و-بفضل الله- استطعت أن أقوم بواجبي على أفضل وجه، ولكن بالأمس كانت أختي تلد طفلها، وكنت في حال سيئ، ولم أستطع أن أؤدي دوري كأخ ورجل، وكانت هناك صعوبة شديدة في اتخاذ أي قرار أو حتى في التفكير، فهل أنا مصاب باكتئاب؟ وبم تنصحني؟
أنا شخص اجتماعي جدا، ولكني أصبحت أشعر برغبة شديدة في عدم التواصل مع قريب أو غريب، خصوصا حينما أكون في حالتي السيئة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تفصيلك إلينا بهذا السؤال، وبهذه المعلومات.
أخي الفاضل: نعم إن ما سألت عنه فيما إذا كنت مصابا بالاكتئاب؟ ربما هذا هو الشيء الحاصل، فبعض الأعراض التي ذكرتها إنما هي أعراض اكتئاب، وخاصة ما ورد في الأخير من أنك فقدت الرغبة في التواصل مع الآخرين، ولكن يبدو أيضا أن هذا الاكتئاب الذي عندك مترافق ببعض أعراض القلق التي وصفتها، كصداع التوتر، وضيق الصدر، وشعور بالحزن، وهذا ليس غريبا -أخي الفاضل- أن تختلط أعراض الاكتئاب بأعراض القلق.
وتوصيفك الجيد إلى أنك أحيانا يشتد عندك الاكتئاب، بينما في أحيان أخرى أعراض القلق والتوتر، وفي أوقات أخرى تعود إلى وضعك الطبيعي.
أخي الفاضل: الذي أنصح به، وخاصة أنك مقبل على الزواج قريبا -وموضوع الزواج أيضا لا شك يسبب لك التوتر والقلق؛ فالزواج ليس بالأمر البسيط، الذي يقدم عليه الإنسان في حياته، فلعله أيضا زاد في توترك وقلقك- أنصحك أن تسير خطوات في طريق العلاج، وذلك بأن تأخذ موعد مع طبيب نفسي، طبيبك، ليقوم بفحص الحالة النفسية، واستكمال بعض الأسئلة، ومنها القيام أيضا ببعض فحوصات الدم؛ لاستبعاد بعض الأمراض العضوية، ثم بعد وضع التشخيص المناسب سيصف لك الطبيب -الطبيب النفسي- الدواء المناسب، والشيء الجيد أن هناك أدوية تعالج كلا الاكتئاب والقلق بجرعة واحدة.
كل الذي أطلبه منك -أخي الفاضل- أن لا تتردد أو تتأخر في أخذ هذا الموعد، لتطمئن ويرتاح بالك مما تعانيه، داعيا الله تعالى لك بالزواج الموفق، وتمام الصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.