هل الدواء الذي تم وصفه لي يعالج وسواس الدخول للحمام؟

0 29

السؤال

السلام عليكم.

مقيم في ألمانيا، وأعاني من وسواس الدخول إلى الحمام بشكل متكرر، وعند الخروج من المنزل كنت أتناول الباروكستين عيار ٤٠، وقد نفعني.

ولكن منذ سنة لم يعد يعطي مفعولا، وبدأت رحلة المعاناة، وقام الطبيب بتغيير عدة أدوية، لكن بدون نتيجة، منها: سيرترالين، اميتربتلين، نورتيبتلين، كويتابين، والآن وصف لي دواء milnacipran، وسوف أبدأ به غدا -إن شاء الله-، فهل هذا الدواء جيد؟ فأنا لم أجد عنه معلومات كثيرة، وهل هناك أدوية تنصحون بها لحالتي؟

وللعلم عندما أحاول مقاومة الوسواس بعدم الدخول للحمام يصيبني ألم رهيب في معدتي، وأضطر للدخول، وهذا يسبب لي الإحراج، وقد بدأت علاجا سلوكيا معرفيا منذ شهر، ولكن ليس هناك تقدم كبير حتى الآن.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: الوساوس لابد أن تقاوم، لابد أن تحقر، ولابد أن يهزمها الإنسان بالإصرار والعزيمة، نعم، تستطيع أن تقوم بذلك، وأريدك أن تعرض نفسك للذهاب لأماكن لا يوجد فيها حمام، وأنا أؤكد لك أنك تستطيع أن تتحكم تماما في البول، وبعد فترة سوف تحس أنه لا حاجة لك أصلا للذهاب إلى الحمام، يجب أن تعرض نفسك، هذا نسميه بالتعرض مع منع الاستجابة.

كثير من الموسوسين دائما ما يقومون بضمان وجود الحمام، ويتخذون هذا الإجراء، أو إذا ذهبوا إلى أي مكان فيه حمام، أول ما يقومون به هو دخول هذه الحمامات، لا، يجب أن تلجأ إلى منهج التعريض مع منع الاستجابة، تذهب إلى أماكن، وتعرف أنه لا يوجد بها حمام، ولن يحدث لك شيء أبدا.

والأمر الآخر: يجب أيضا أن تحصر البول في أثناء النهار، أن تمسك البول، ولا تتعجل في الذهاب إلى الحمام أبدا؛ فهذا يعطي فرصة كبيرة للمثانة لأن تتسع.

الدواء الذي وصفه لك الطبيب، وهو الـ (milnacipran): هذا بالفعل يعمل بنفس الطريقة التي تعمل بها الأدوية التي تعمل على استرجاع السيروتونين، لكن هو دواء لا نصفه أبدا في حالات الاكتئاب النفسي، والحالات المشابهة، إنما يوصف للذين يعانون مما يعرف بعلة الـ (fibromyalgia)، وهي الألم العضلي الليفي، آلام جسدية عامة، وشعور بالإنهاك النفسي والجسدي، هذا الدواء قد يفيد، وفي حالتك أيضا قد يفيد.

أنا أرى أن الدواء الأمثل لك هو عقار (كلوميبرامين Clomipramine)، هذا مضاد فعال جدا للوساوس، وفي ذات الوقت يساعد الإنسان أن يحصر البول في المثانة، ولا يحتاج للذهاب إلى الحمام كثيرا، لكن الآن جرب هذا الدواء الذي وصفه لك الطبيب، وإذا لم تحدث استجابة ممتازة، فشاور طبيبك حول دواء كلوميبرامين، والذي يعرف تجاريا باسم (أنافرانيل Anafranil)، والجرعة التي تحتاجها هي مائة وخمسون مليجراما يوميا، لكن طبعا هذه الجرعة تصل لها بالتدريج، والبداية تكون خمسة وعشرين مليجراما، وهو دواء فاعل جدا في علاج مثل هذه الحالات.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات