السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من قلق وتوتر، وكلما يزعجني ويضايقني ترتفع معي الحموضة بسرعة، فصرت أعاني من الحموضة الشديدة، وصار معي وسواس الحموضة. سمعت أن الحموضة تبطل الصلاة، وأنا أعاني كثيرا من الحموضة؛ فأنا أواجه صعوبة في أداء الصلوات بسبب الحموضة؛ فمي دائما مليء بالحموضة لدرجة أني أعيد الصلوات كثيرا وتعبت نفسيا، فما هو الحل؟
أجد صعوبة في إزالة الحموضة؛ لأني إذا أزلتها تأتي الحموضة سريعا مرة أخرى، فهل علي إعادة الصلوات كل مرة بسبب الحموضة أم أبتلعها؟
أصبح زوجي يتضايق مني بسبب شكواي من الحموضة!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يقين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمن المعلوم -أختي الكريمة- أن القلق والتوتر يمكن أن يؤديا إلى زيادة الحموضة في المعدة؛ لذا ينصح بمحاولة تجنب المواقف التي تسبب لك القلق والتوتر، كما ينصح بتجنب الأطعمة والعادات الغذائية المسببة لارتفاع حموضة المعدة؛ لذا ينصح باتباع الحمية المناسبة للتخفيف من الحموضة؛ وذلك بتجنب الأطعمة الدسمة والمقليات، والأطعمة الغنية بالبهارات أو الفلفل والشطة، والتخفيف من شرب السوائل أثناء وجبات الطعام.
كذلك عدم النوم بعد الطعام مباشرة، وإنما الانتظار على الأقل من ساعتين إلى ثلاث ساعات بعد آخر وجبة، ويمكن استعمال شراب MALLOX 15 ML بعد الطعام بساعة مرتين أو ثلاث مرات يوميا، كما يمكن استعمال حبوب لتخفيف حموضة المعدة وهي: (pariet mg 20) حبة يوميا.
أما بالنسبة للقلق والتوتر: فإنه ينصح بالتجاهل والابتعاد عن العوامل والأمور المرتبطة بالتوتر، ومحاولة الانشغال ببعض النشاطات الاجتماعية، أو الرياضية، أو الدينية، أو الثقافية، ومن العوامل المساعدة على الاسترخاء تنظيم أوقات النوم، وتحديد ساعات معينة لذلك، والتخفيف بصورة كبيرة من استعمال الأجهزة الالكترونية، مع التخفيف من المنبهات (الشاي والقهوة)، والمشروبات الغازية وخاصة الكولا.
وكذلك توجد بعض المشروبات التي تساعد على الاسترخاء والتخفيف من التوتر والقلق مثل: الكمون، والبابونج، واليانسون، والنعناع، وعصير الليمون والبرتقال، مع ممارسة الرياضة اليومية، وخاصة رياضة المشي والسباحة؛ إذ تعتبران من العوامل المساعدة على الاسترخاء.
كما ينصح بالإكثار من ذكر الله، وقراءة القرآن (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
وفي حال عدم التحسن فإنه ينصح بالمتابعة مع طبيب مختص بالأمراض النفسية؛ وذلك لإجراء الدراسة الطبية المناسبة، ووضع الخطة العلاجية الصحيحة -بإذن الله-.
نرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.
------------------------------------------------------------------
انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
------------------------------------------------------------------
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب.
قد أفادك الدكتور -محمد- بما يفيدك وينفعك من الناحية الصحية، ونزيد على ما سبق بيان الجانب الشرعي في الموضوع، وهو أثر الحموضة على الصلاة.
فنقول -أيتها الأخت الكريمة-: احذري أولا من أن يكون ما تشرحينه في الاستشارة إنما هو مجرد وساوس وأوهام، فالتخلص من الوساوس إنما يكون بإهمالها والإعراض عنها وعدم الاهتمام بها.
وأما إذا كانت هذه الحموضة حقيقة وليست وهما: فما دامت كثيرة، وتجدين حرجا ومشقة في التعامل معها؛ فإنه يمكنك أن تأخذي بمذهب المالكية في حكمهم على الحموضة -وهو مذهب فيه تيسير وتسهيل، ومثلك يحتاج إلى هذا التيسير والتسهيل- ومذهبهم أن الحموضة طاهرة، وأن خروجها في الصلاة لا يفسد الصلاة، بشرط ألا يبتلعها الإنسان عمدا، فإذا ابتلعها بغير عمد فلا تبطل صلاته، أما إذا تعمد ابتلاعها فيكون كمن أكل في صلاته، والأكل في الصلاة يبطلها.
فالمطلوب منك إذا إذا خرجت منك حموضة وتمكنت من إخراجها عن فمك وإلقائها -وهذا أمره سهل يسير- فيمكنك أن تجعلي في يدك منديلا ونحوه، فإذا خرج منك شيء من هذه الحموضات ألقيتها على هذا المنديل لئلا تبتلعيها، وهذا ليس فيه أي مشقة، ومدة الصلاة مدة يسيرة، وإذا عملت بنصائح الطبيب المفيدة النافعة التي بين لك فيها كيفية التخلص من التوتر والقلق والاضطراب؛ فإنك ستجدين نفسك -بإذن الله تعالى- في عافية منها.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن ييسر لك الخير، وأن يعجل لك بالعافية.