أصدقائي مجتهدون وأنا مقصر في طلب العلم.. انصحوني!

0 28

السؤال

لما أنهيت مرحلة التعليم (بعد البكالوريوس)، انشغلت بمساعدة طلاب العلم بالمدارس، خاصة طلاب الثانوية، تطوعا، وكان عندي من المهارات ما يساعدني، لكن والدي لم يقبل بهذا، ثم ظللت مع أصدقائي في طلب العلم الشرعي، وأعدوا لي جدولا للعلوم الشرعية.

هم مجتهدون، لكني مقصر جدا في طلب العلم، والآن أضيع وقتي هباء، ولا أستفيد منه إلا القليل، وأظل أسأل الناس فيما يشغل لي وقتي، إلى أن جاءني من كنت أعمل معه عن بعد بشغل، لكني لا أستطيعه، عبارة عن كتابة (ماث)، وأنا لا أستطيع إلا العربية؛ لذا اعتذرت وطلبت شغلا عربيا.

علما بأني أعاني من مشاكل نفسية، يمكن يكون أثرها ظاهرا في تشتتي في كتابة هذا السؤال، ولما أطلب من والدي أن أعطي دروسا خصوصية للابتدائية يرفض الآن، ويقول حتى أعالجك صحيا.

فأنا أرى أن الله يفرغني لطلب العلم الشرعي، وأنا أضيع الوقت هباء.

ما نصيحتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بطلب العلم، والحرص على مساعدة المحتاجين من طلابه، وشرح الدروس التي تحتاج إلى شرح، ونبشرك أن الذي يساعد الناس يأتيه الخير من الله، وأرجو أن يكون بينك وبين الوالد اتفاق، واحرص على ما يرضي الوالد، اجتهد في إقناعه بأهمية الاستخدام في الأوقات فيما يرضي رب الأرض والسماوات.

طلب العلم من أبواب الخير الواسعة العظيمة، وهو عبادة لله تبارك وتعالى، فطلب العلم عندنا عبادة، مذاكرة العلم عندنا تسبيح، وبذل العلم عندنا صدقة، والسهر والسفر والتعب من أجل العلم عندنا جهاد.

من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم، واعلم أن بر الوالدين أيضا من الأعمال، بل هو من الواجبات الشريعة التي ينبغي أن يقدمها الإنسان؛ لأن الله ربط بين طاعته وبين عبادته وبين بر الوالدين، (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)، وستجد هذا التلازم في كثير من المواطن في كتاب ربنا، الربط بين عبادة بر الوالدين وبين توحيد الخالق العظيم سبحانه وتعالى؛ هذا مما يؤكد أهمية هذه العبادة التي هي بر الوالدين، وعليه أرجو أن يكون لك اجتهاد كبير في إرضاء الوالد، وبذل ما تستطيع في هذا السبيل، ونتمنى أن يتفهم الوالد أيضا أهمية أن تشغل نفسك بطلب العلم، إذا كان علما شرعيا ففيه العلاج، وفيه العافية، وفيه التوفيق من الله تبارك وتعالى، ومساعدة الناس أيضا يجني منها الإنسان الخير الكثير، ونسأل الله أن يجعلك ممن يسعى في نفع الناس.

نبشرك بأن من كان في حاجة إخوانه كان الله في حاجته، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على تجاوز هذه الصعاب، وأن يعينك على الاستخدام الأمثل للأوقات؛ لأن هذا من توفيق رب الأرض والسماوات، نشكر لك التواصل مع الموقع، ونتمنى أن تتكلم مع الوالد بهدوء، وتطلب مساعدة العقلاء ممن يمكن أن يؤثروا على الوالد، حبذا لو وجدت من المعلمين أو الذين يعرفون قدراتك العلمية، حتى يبينوا للوالد أنك بالإمكان أن تساعد في تدريس الطلاب.

هذا قد ينفع الإنسان، وحتى لو كان هذا التدريس بمقابل زهيد، فلا مانع من ذلك، كما هو معروف، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق، ونتمنى أن تدار الأمور مع الوالد بمنتهى الهدوء، وحبذا أيضا لو شجعت الوالد ليتواصل مع الموقع، ليعرض وجهة نظره حتى نناقشه، ونسأل الله أن يرزقك بر الوالد، وأن يرزقك العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يجعلنا وإياك ممن علم الخير وعلم الناس، فهؤلاء خيار الناس، والحيتان في بحرها والوحوش والطيور في أوكارها يصلون على معلم الناس الخير.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات