من الأضرار النفسية والجسدية لمتعاطي المخدرات

0 336

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
حالتي بدأت منذ حوالي 8 سنوات، كنت في زيارة لأحد زملائي، وكنا متعودين أن نتعاطى المخدرات معا، وبعد تعاطينا المخدرات أحسست بإحساس رهيب أتذكره حتى الآن، آلام بصدري، وسرعة بضربات القلب، وضيق بالتنفس، وهبوط شديد، وأحسست أنها نهايتي، وذهبت للمستشفى، وكشف علي الدكتور، وقال لي أن عندي هبوطا بسيطا نتيجة السهر والإرهاق، وعالجه.

وذهبت للبيت، وبعدها ولمدة شهر أو أكثر كنت أحس أن دماغي في حالة غليان، كأن فيه نارا وصداعا شديدين، وذهبت وقتها لأكثر من 100 دكتور، وكل دكتور يكشف علي يقول لي أنه لا يوجد عندك مشكلة، ومن وقتها حتى الآن حالتي من أسوأ لأسوأ، ولا يوجد تحسن، بالعكس تزداد.

ذهبت لشيوخ للتعالج بالقرآن، والحالة كما هي لم تتغير، وبدأت حالتي تتطور، خمول وكسل دائم وإحساس بالضيق، وخوف من كل شيء، ومن أي شيء، وأصبحت سجين بيتي، لا أخرج منه إلا عند الضرورة القصوى، حتى وصلت الآن أني أخاف أن أكون بالبيت وحدي، لازم يكون معي شخص من أهلي، بقيت أخاف خوفا شديدا من أن أتعب، وكأني ليس معي أحد، ولما أكون لوحدي أحس بأني تعبان، ونوبات هلع شديدة ممكن تستمر لأكثر من 10 ساعات، ولولا مخافة الله لانتحرت وأرحت نفسي من عذابي.

أرجوكم أفيدوني هل هناك شفاء نهائي بإذن الله لحالتي أم سوف تستمر معي طوال عمري هذه الحالة؟ وهل علاجي عن طريق الأدوية أم عن طريق الجلسات؟ وهل تنصحونني أن أذهب إلى مستشفى للأمراض النفسية أو من الممكن أن يتم علاجي عند دكتور؟

وأرجوكم أجيبوني بكل صراحة، الآن أصبح سني 27 سنة، ولم أشتغل حتى الآن، لأني أخاف أن أخرج من البيت، وأصحابي الآن يشتغلون، ومتزوجون، ومعهم أطفال، فهل سأظل هكذا بقية عمري؟ أرجوكم أفيديوني وأريحوني من عذابي، فلقد سئمت حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالحمد لله الذي عافاك وأبعدك عن المخدرات؛ حيث أنها آفة قبيحة مهلكة للصحة والجسد والنفس، ومضرة بالإنسان اجتماعيا واقتصاديا، ولا شك أنها وقوع في الحرام، والحمد لله الذي تاب عليك.

التجربة التي مرت عليك مع تناول المخدر هي تجربة معروفة، حيث يتم إفراز الكثير من المواد في الجسم، خاصة المادة التي تعرف باسم أدرانالين، وهذه تؤدي إلى سرعة ضربات القلب والضيق والخوف، وفي بعض الناس يتحول الأمر إلى شعور ملازم للهلع، أي الخوف الشديد.

الحالة عندك تطورت بعض الشيء، وتحولت إلى نوع من الرهاب أو الخوف الاجتماعي، مع فقدان الثقة في الذات، واهتزازها، ولكن يا أخي أرجو أن أبشرك أن كل هذا يمكن أن يعالج، يعالج بالتصميم والعزيمة وتحديد الأسبقيات، وأن لا تتابع نفسك في أمور الكسل.

جانب العلاج الثاني هو العلاج الدوائي، وصدقني أن مثل حالتك هذه تستجيب للأدوية بنسبة 90-95% وهذه نسبة عالية جدا في الطب.

الدواء المناسب لك هو الذي يعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تبدأ في تناوله بمعدل نصف حبة ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ارفع هذه الجرعة بنفس المعدل، أي نصف حبة كل أسبوعين، حتى تصل إلى 40 مليجرام في اليوم، أي حبتين، واستمر على ذلك لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة بنسبة نصف حبة كل شهر، وبعد ذلك توقف عن هذا الدواء .

يمكنك أن تدعم هذا الدواء أيضا منذ البداية بدواء آخر يعرف باسم فلونكسول، خذه بجرعة حبة واحدة أي نصف مليجرام في الصباح لمدة ثلاثة أشهر .

أنا على ثقة كاملة كما ذكرت لك أنك سوف تتحسن وسوف تشفى بإذن الله وتعيش حياة طبيعية، فقط عليك استعمال الدواء، وعليك الثقة في نفسك، والإصرار على التحسن، وأن لا تتهاون مع نفسك أبدا .

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات