تعلقت بزميلتي في العمل ولكنها ردتني بطريقة فظة، فكيف أنساها؟

0 0

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب -والحمد لله- بدأت حديثا بالالتزام بالصلوات، ودائم الذكر والاستغفار، أنا شاب عمري ٢٣ عاما، أعمل بشركة، أعاني من ألم نفسي حاد بعدما تعلقت بفتاة ليست لي، فتاة لا تراني كما أراها، أعترف أن هذا التعلق كان مرضيا، لكنني وجدت بها في البداية كل شيء جميل، كانت تبدو جميلة ولطيفة، لكنها مزاجية جدا، كانت تتعامل مع الشخص بألف مزاج وألف وجه، تسممت حياتي، وأصبحت كالغارق في مكان موحل.

لا أنكر أنها شخصية جيدة، لكنها مزاجية جدا، كانت تقربني منها، وأحيانا أشعر أنها تقترب من شخص آخر، وأحيانا أخرى من ثالث، كانت تخصص لي مكانة خاصة جدا، لكنني اكتشفت أنها لا تفكر بي إلا كأخ وليس أكثر.

تأقلمت على الوضع فترة، وكنت أحاول أن أنسى أنني أكن لها أي مشاعر، وأحاول أن أخفف من مشاعري تجاهها، تعاملت معها في الشركة بصورة طبيعية وكنت متأقلما معها، وأحسست أنني مستقر نفسيا، إلا أنها تغيرت فجأة بصورة لم أستطع فهمها، وطلبت أن أبتعد عنها كليا، مع أنني لم أؤذها ولم ألحق بها أي ضرر، كنت دائما أقف بجانبها ومعها.

سألتها عن السبب فكانت إجاباتها متخبطة، أحسست بألم نفسي حاد وضيق؛ لأنها ردتني بصورة فظيعة ومؤلمة، تعاملت معي كأنني وحش دخل حياتها، والله لم أقصر معها في أي شيء، فلماذا تفعل بي هكذا؟

أنا أعيش أيامي وأنا مقهور جدا لما حصل لي، مقهور أنني وصلت لهذه المرحلة بنفسي، تعبت جدا وتألمت مما فعلته بي، أقسم بالله أنني اتقيت الله بها ولم أعاملها إلا بمخافة الله.

كيف أخرج من هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجاهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نأسف لسماع ما تمر به، يبدو أنك قد مررت بتجربة عاطفية معقدة وصعبة، الأمور المتعلقة بالعواطف والقلب، تعتبر من أصعب التحديات التي يمكن أن يواجهها الإنسان، ونود أن نقدم بعض التوجيهات، التي قد تساعدك في التعامل مع هذا الألم والمعاناة:

1. ينبغي أن تعمل على مبدأ "الوقت هو العلاج"، قد يكون من الصعب الآن تصديق ذلك، لكن مع مرور الوقت، يبدأ الألم في التلاشي، وتبدأ الجروح في الشفاء، تحتاج إلى الصبر على نفسك، والسماح للوقت أن يقوم بدوره.

2. حاول ألا تدع الموقف يهيمن على جميع جوانب حياتك، نعم، كانت تجربة مؤلمة، لكنك تحتاج إلى التذكير بأن حياتك ليست محددة بتجربة واحدة فقط.

3. يمكن أن يساعد الحديث عما تشعر به مع أحدهم ممن تثق به، سواء كان ذلك مع صديق، أو عائلة، أو مستشار نفسي.

4. قد يكون من الأفضل الحد من التواصل مع هذه الفتاة لبعض الوقت، والابتعاد عن المكان الذي تكون فيه -بقدر الإمكان-؛ حتى تستطيع التعافي بشكل كامل.

5. بالمقابل وثق علاقتك بالله تعالى في هذه الأوقات، ففيها الراحة والسلوان في العودة إلى الله، الدعاء، الصلاة، وقراءة القرآن قد تقدم لك الراحة والسكينة، ﴿ٱلذین ءامنوا۟ وتطۡمىٕن قلوبهم بذكۡر ٱللهۗ ألا بذكۡر ٱلله تطۡمىٕن ٱلۡقلوب﴾ [الرعد ٢٨].

6. ركز على ذاتك، واستثمر وقتك في تطوير نفسك، سواء من خلال التعلم، أو ممارسة هواية جديدة، أو تكوين علاقات جديدة.

7. نقدر فيك خوفك من الله، وعدم انجرارك في العلاقة إلى ما هو أبعد من ذلك، وأنت مأجور على هذا الالتزام، ومأجور أيضا على ألم الصبر، فعن أبي سعيد وأبي هريرة -رضي الله عنهما- عن النبي ﷺ قال: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) متفق عليه.

8. سؤالك: (لماذا تفعل بي هذا)؟ هي لم تفعل شيئا خطأ، حيث تعاملت معك كزميل، حتى لو كان هناك ناحية تفضيلية في هذا التعامل، فهي لم تجد نفسها معك، ولم تتوافق نفسيتها معك كزوج، والأرواح جنود مجندة كما في الحديث الشريف، فلا داعي للحزن على فوات الزواج منها، فلعل الله تعالى صرف عنك شرا لا تعلمه، فعليك أن تدوس على جراحك وتنسحب من حياتها، وتصبر على ألم الجراح حتى تتماثل للشفاء، ويمكنك البحث عن امرأة غيرها، وحصر التعامل معها كزميلة عمل فقط.

الحب والعلاقات يمكن أن تكون معقدة ومؤلمة أحيانا، لكنها تعلمنا دروسا قيمة، أتمنى لك الشفاء السريع، والعثور على السلام والراحة في قلبك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات