السؤال
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
مشكلتي باختصار أني رجل عصبي وحساس جدا، ولا أستطيع حلا لخلافاتي مع زوجتي بشكل صحيح، وهذا أدى إلى أني استخدمت العنف والإهانة مع زوجتي أكثر من مرة، وكل مرة تذهب إلى بيت أهلها، وتبقى فترة طويلة من أسبوع إلى شهر، ولكن آخر مرة رفضت العودة، وقالت أنها لا تستطيع نسيان ما حدث، وأنها تتألم نفسيا.
اتصلت بها واعتذرت عما حدث، وأوضحت لها أن السبب في ما حدث هو عصبيتها، واستفزازها المستمر، وكلماتها الجارحة، وأنه لابد من الحوار وانقاذ زواجنا من أجل ابنتنا، ومن أجل أن يعود إلينا الاستقرار والأمان، وما زالت مصرة على أن ما حدث صعب النسيان، وتحتاج لوقت طويل للتفكير، ويبدو أنها تميل إلى الانفصال بعدما حدث؛ لأنها تعتقد أننا غير متوافقين أبدا.
أرجو أن تنصوحني، ماذا أفعل؟ هل أصبر عليها حتى تعود؟ وهل يمكن أن ترجع العلاقة كما كانت؟ وهل ما حدث يمكن إصلاحه والاستمرار في حياة زوجية سعيدة؟ أم أنها النهاية والحل الأفضل هو الانفصال؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا فأنا في حالة نفسية متردية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن المرأة لا تستطيع نسيان القبيح، ولكنها تنسى الجميل، وقد تنكر الإحسان، ومن هنا كان الإعجاز في توجيه النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: (ولا تقرب الوجه ولا تقبح).
فالكلمات القبيحة تظل موجودة في قاموس المرأة، ولذلك أرجو أن تتفادى الكلمات الجارحة، ونتمنى أن تعرف لك الزوجة إحسانك وتنتبه لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم للنساء عندما قال: أريت النار؟ فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن !! قيل أيكفرن بالله؟ فقال يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خير قط، ولكن المؤمنة الحق تعرف لزوجها فضله، وتشكر له معروفة، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، ونحن ننصحك بالصبر وتكرار المحاولات، وليت هذه الزوجة لم تخرج من منزلها، فإن كثرة الذهاب لأهلها تتيح فرص التدخل السلبي في حياتكما، كما ننصحكما باختيار الأوقات المناسبة للمناقشة والتفاهم.
وأرجو أن يتفهم كل منكما نفسيات الشريك الآخر، ويتفادى ما يغضبه، وهذه فوائد قبل هذه المشاكل، ولعل من المفيد محاولة تحديد المشاكل ومعرفة أسبابها، والوقوف على الأشياء التي تضايقها، والاحتكام إلى شرع الله، ولابد من تقديم بعض التنازلات ليكون اللقاء في منتصف الطريق، وما أحسن ما قاله أبو الدرداء لزوجته: (إذا غضبت فرضني، وإذا غضبت رضيتك وإلا لم نصطحب).
واعلم أن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة، ولا داعي للقلق، وسوف تعود المياه إلى مجاريها، فألزموا طاعة الله، فإن بيوتنا تصلح بطاعتنا لصاحب العظمة والجبروت، واعلم أن الشيطان يدخل إلى بيوت الغافلين، ويشغل فيها العداوة والبغضاء، ولا يخرج هذا العدو إلا بذكرنا للرحمن وبتلاوتنا للقرآن، فعمر دارك بالطاعة، واجعل رضوان الله غاية.
ونحن ننصحك بتعلم الوصفة النبوية في علاج الغضب، وهي كما يلي:
- إذا غضب الإنسان فعليه :-
1- أن يتعوذ بالله من الشيطان.
2- أن يغير هيئته، فإن كان واقفا جلس وإن كان جالسا رقد.
3- أن يسكت.
4- أن يذكر الله.
5- أن يخرج من المكان، فإن كان رجلا ذهب إلى المسجد، كما فعل علي رضي الله عنه، وإن كان الغضبان امرأة انتقلت إلى حجرة أخرى.
6- الوضوء.
7- الصلاة.
ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يرزقكم طاعة الكبير المتعال.
وبالله التوفيق والسداد.