السؤال
حدث خلاف بين زوجتي وأهلي، وأنا أطلب من زوجتي دوما بأن تبادر بالإصلاح لكي تكون الحياة الزوجية مكتملة السعادة، علما بأن زوجتي لا تكلم والدتي؛ لأن والدتي قالت لزوجتي: أنت غير محترمة ولست امرأة، لأنها خرجت من منزل زوجها لمشكلة معه، وذهبت مع والدها إلى مخفر الشرطة، وقدمت شكوى ضده لضربها أمام أخته، وخرجت من منزل الزوجية مع والدها لمدة 3 شهور، واستأجر لها شقة مفروشة.
ونحن الآن رجعنا معا لحياة زوجية، وأطلب من زوجتي أن تقيم علاقة مع والدتي، لكي تحاول امتصاص غضبها، لأنها لم تكن تعرف بالمشكلة إلا بعد إنتهاء المشكلة بشهرين، وزوجتي تعلم أنني غير مبسوط لعدم مكالمتها والدتي. أرجو النصحية، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يرزقك رضا والديك وطاعة مولاك، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فليت كل زوجة تعلم أن احترام أم الزوج هي أهم المفاتيح إلى قلب زوجها، وأقصر الطرق إلى نيل رضاه، مع ضرورة أن يقدر الأزواج صبر الزوجات وتحملهن للأذى من أجل أزواجهن.
والمرأة العاقلة تعرف أن أم الزوج صاحبة فضل وأنها بمنزلة الأم، وليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف للعالم ولأهل الفضل فضلهم.
وأرجو أن تعلم هذه الزوجة أن الفجور في الخصومة ليس من صفات أهل الإيمان، وأنه لا يجوز للمسلمة أن تهجر المسلمة فوق ثلاثة أيام، يلتقيان فتعرض هذه وتعرض هذه، وخيرهما التي تبدأ بالسلام.
وليت هذه الزوجة علمت بأن مبادرتها بالإصلاح يرفع من قيمتها عند زوجها ويزيد من أجرها وثوابها عند الله.
وإذا كنتم - ولله الحمد – قد رجعتم للحياة الزوجية المستقرة فإن من مكملات السعادة وضمانات الاستمرار نسيان الجراح القديمة والعودة إلى الصلح، وإشاعة روح الاحترام المتبادل، والاتفاق على عدم إشراك الأهل في مشاكلكم الخاصة؛ لأن ذلك يعقد الأمور ويجلب الحسرة والشرور، ويفقدكم السيطرة على الأمور، وقل أن يجد الإنسان من يذكره بطاعة الغفور.
وإذا سمعت هذه الزوجة ما يغضبها فعليها أن تحرص على الصمت وتترك لك الفرصة للتصحيح ورد الحق إليها، فليس في الشقاق خير لأحد، ولن يستفيد من نمو شجرة البغضاء إلا الشيطان والأعداء، ففوتوا الفرص على الشيطان واشتغلوا بطاعة الرحمن.
ونسأل الله أن يوفقكم ويسدد خطاكم.