السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا إنسانة ملتزمة، ومنفصلة، لدي ثلاث بنات، وخلال إقامتي في دولة خليجية قام بمساعدتي أحد رجال الدين، فأحبني، وبدى ذلك في تصرفاته، وبعد فترة تعلقت به، فقام بالابتعاد عني، ومجافاتي.
كيف أتخلص من شعور التعلق به؟ وخصوصا أنني لا أستطيع قطع العلاقة به؛ لأنه يساعدني، وكذلك دائما ما يتلاعب بمشاعري، كما أنني دائما ما أتساءل في نفسي: لماذا الله -عز وجل- وضعه في طريقي؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.
أحسن هذا الأخ في مساعدته لك، وهذا واجب المسلم تجاه أخته، وأرجو ألا تفهم البنات والنساء دائما أن كل من يساعد يريد أن يكمل معها المشوار، ودائما المرأة سريعة الميل، وسريعة التأثر، ولكن إذا انتبه الرجل لامرأة، وساعدها، ووقف معها مواقف إيجابية، فذلك قد لا يعني من الضروري أنه يحبها، وأنه يرغب في الإكمال معها.
ولذلك أرجو ألا تتمادي مع هذه المشاعر قبل أن تتأكدي أنه راغب فعلا في إكمال المشوار معك؛ حتى لا يكون ذلك سببا لمتاعب عاطفية تواجهك في حياتك، والرجل قد يكون له ظرف يمنعه من إكمال هذا المشوار.
ذكرت أنه يتلاعب بمشاعرك، وهذا لا يقبل من الناحية الشرعية؛ فالرجل إما أن يتقدم بالطريقة الصحيحة الشرعية، وإما أن يتأخر ويبتعد عنك؛ حتى لا يكون هناك فرصة للتعلق والجري وراء السراب، وهذا من الأمور المهمة التي ينبغي أن يقوم بمراعاتها الأخ المذكور.
وأنت أيضا ينبغي ألا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، ونتمنى أن يجد طريقة للمساعدة دون أن يكون هناك تواصل: كأن يرسل لك على رقم الحساب إذا أراد أن يساعدك؛ حتى لا تحتاجين إلى تواصل مباشر معه.
وننصحك بالابتعاد عن الأماكن التي يتواجد بها؛ لأنه لا يصلح أن تتعلق المرأة برجل وهي توقن أنه لن يكمل معها المشوار، ولا يصح له أيضا أن يعبث بمشاعر المرأة؛ لأن هذا يؤذيها، ويجلب له ولها العنت والعذاب، والغضب من الله تبارك وتعالى؛ لأن الإنسان ينبغي أن يقدر هذه المشاعر، ويحرص على أن تكون أولا في إطار الحلال، وأي علاقة بين رجل وامرأة تحتاج إلى غطاء شرعي يبرر هذه العلاقة.
أما أن تكون العلاقة ليس لها ضابط، وهو أجنبي عن المرأة، ويتواصل معها، وتتواصل معه، فكل ذلك مما لا يقبل من الناحية الشرعية، والذي يريد الوصول إلى امرأة لابد أن يأتي البيوت من أبوابها، ويعلن هذه العلاقة، ويؤسس بيته على كتاب الله، وعلى أنوار هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
وبما أنك السائلة، فننصحك بالابتعاد، وعدم التمادي مع هذه المشاعر؛ طالما أن الطرف الثاني لا يستجيب، ولأن هذا يعد تضييعا للوقت، وسببا لجلب المتاعب بالنسبة لك.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يفقهنا جميعا في الدين، وأن يعيننا على الخير.