السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
دام بحثي عن زوجة صالحة ترافقني المسير عدة سنوات، إلى أن رزقني الله بزوجة، جميلة، ولطيفة، ورزقها الله تدينا قويا، تطيعني دوما، فالحمد لله على نعمه.
اكتشفت في فترة العقد أنها مشعرة، فتحاملت على نفسي وأكملت الزواج لما لها من مميزات أخرى، بعد الزواج تبين أن لديها تكيسا بالمبيض الأيمن، وأخبرتني الطبيبة أن الحمل صعب في هذه الفترة، وأعطتنا دواء Cyclo progenova لمدة شهرين.
مشكلتي الآن أنها كثيفة الشعر، هي تجتهد بإزالته، لكنه ينمو سريعا، وعندما تقترب مني وأجد ملمس الشعر على جسدي، فإن هذا يؤذيني ويصيبني نفور منها، مما أثر مؤخرا على علاقتي بها، وأخشى أن يتفاقم الأمر. صارحتها عدة مرات بتضايقي من الشعر، وهي تجيب أنها تفعل ما في وسعها، فكرنا في علاج الليزر، لكن تكلفته عالية.
كيف أتعامل مع هذه المشكلة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ibn Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لك أن تحمد الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا على أن وهبك زوجتة صالحة طيبة جميلة طائعة، وهذه عملة نادرة يجب المحافظة عليها، وعدم جرح مشاعرها بتذكيرها بمرضها، فليس لها دخل في ذلك، وظهور الشعر أحد معطيات تكيس المبايض، حيث تزيد نسبة هرمون الذكورة، مما يؤدي إلى ظهور بعض الشعر في أمكان مختلفة من الجسم، بالإضافة إلى ظهور بعض الحبوب، وسقوط الشعر، وارتفاع مستوى هرمون الحليب، مما يؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية.
ولذلك ندعوك إلى الوقوف بجانب زوجتك، ودعمها نفسيا، واحتضانها، والتربيت على كتفها، وعدم تذكيرها بأمر لا دخل لها به، مع علاج التكيس، وضبط مستوى هرمون الذكورة، وإنقاص الوزن، وسوف يختفي الشعر من تلقاء نفسه -إن شاء الله-.
وفي الغالب فإن زيادة الوزن أو السمنة لها دور كسبب رئيسي في تكيس المبايض، ولذلك بروتوكول علاجي يشمل تناول حبوب منع الحمل ذات الهرمونين، مثل Cyclo progenova قرصا واحدا يوميا، لمدة 21 يوما، ثم التوقف لحين نزول الدورة، ثم تناول الشريط التالي، وذلك لمدة 6 أشهر وليس لشهرين، حيث تساعد تلك الحبوب في علاج الأكياس الوظيفية، وتمنع التكيس، وتعيد بناء بطانة الرحم.
ومع تلك الحبوب يتم تناول حبوب جلوكوفاج 500 مج مرتين في اليوم، لنفس المدة، وفي حال زيادة الوزن، فإن العلاج الأساسي لتكيس المبايض يكمن في إنقاص الوزن، من خلال اتباع حمية الصيام المتقطع، وحمية البحر المتوسط.
والصيام المتقطع معناه، تناول وجبة العشاء في السابعة مساء، وتناول وجبة الإفطار في العاشرة أو الحادية عشرة صباح اليوم التالي، وبالتالي يمكن الصيام من 15 إلى 16 ساعة، ومسموح شرب الماء، والمشروبات الساخنة الخالية من السكر في تلك المدة الزمنية، وبالتالي سوف يضطر الجسم إلى الحصول على الطاقة من المخزون الدهني فيقل الوزن.
وحمية البحر المتوسط، تعتمد على تناول البروتين الحيواني، والنباتي، والخضروات، مع تجنب المخبوزات، والامتناع عن السكر تماما، مما يساعد الجسم على الحصول على الطاقة من المخزون الدهني، فيقل الوزن، وتتنظم الدورة الشهرية، وتزيد فرص الحمل بعد تلك المدة -إن شاء الله-.
وبعد مرور تلك المدة يمكن إجراء بعض الفحوصات الهرمونية، مثل -DHEA -- FSH- LH -- PROLACTIN- TSH - ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم الـ 21 من بداية الدورة، وعمل سونار على الرحم والمبايض، وعرض نتائج التحاليل والسونار على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.
وندعو الله لكما بالصحة والعافية والسلامة.