السؤال
السلام عليكم.
لدي مشكلة وأريد علاجها وهي أنني متقلب المزاج، بمعنى أنني أحيانا أضحك وأبدأ بالتعرف إلى الآخرين، وأضحك معهم في أي شيء ممكن، وإذا تشاجرت أتغلب على أي شخص مهما كان هذا الشخص، ومستعد لفعل أي شيء يجعلني سعيدا، وفي بعض الأوقات أشعر بالخوف، وأكون سلبيا جدا، لدرجة أنني لو تعرضت لموقف -مثل الانتقاد- أحس أنني اقتربت من البكاء، وبدأت الدموع تملأ عيني.
أتمنى من حضراتكم المساعدة في تقديم الحل، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التقلبات المزاجية ظاهرة موجودة، تقريبا وسط عشرين إلى ثلاثين بالمائة من الناس (20 : 30%) وخاصة في مراحل اليفاعة والشباب، والذي تحدثت عنه هي ظاهرة معروفة، ما يسمى بالشخصية الـ (ﺴﻴﻜﻠﻮﺛﻴﻤﻴﺎ Cyclothymia) يعني متقلبة المزاج ما بين الانشراح والانبساط والأريحية وما بين عسر المزاج، وربما شيء من الخوف والقلق.
وصفك جميل، ووصفك حقيقة يؤسس لهذا التشخيص، وهذه الحالة لا تعتبر حالة مرضية أبدا، هي مجرد ظاهرة، كل الذي تحتاجه - أيها الفاضل الكريم - ما دمت مدركا لمشاعرك فيجب أن تجعل مشاعرك متطابقة مع الموقف، ما يتطلب الفرح تفرح له في حدود المعقول، وما يتطلب الحزن تحزن له في حدود المعقول، وحين تدرب نفسك على هذه المواقف سوف تجد أنك أصبحت أكثر تطبعا وتواؤما، يعني: تصور موقفا مفرحا، كيف سيكون تفاعلك معه؟ وتصور موقفا حزينا، كيف سيكون تصرفك معه؟
هذا النوع كما نسميه التعريض في الخيال، أي أن ترسم في خيالك هذه المواقف وتنظر كيف ستتصرف معها، هذا نوع من التمرين الذهني الجيد جدا.
والأمر الثاني: من الضروري جدا أن تتعلم حسن إدارة الوقت، وأهم شيء في حسن إدارة الوقت هو أن تتجنب السهر، تنام ليلا مبكرا، تستيقظ مبكرا، تؤدي صلاة الفجر وأنت نشيط، الإنسان الذي لديه تقلب في المزاج ندعوه لحسن إدارة الوقت، وكذلك حسن إدارة الطاقات، لأن الإنسان لا يكون على سجية واحدة أو على دافعية واحدة، الطاقات نفسها تزيد وتنقص عند الإنسان، فاستغل الأوقات التي تحس فيها أن طاقاتك جيدة للمزيد من الإنجاز، وطبعا حين تنجز وتكون منتجا سوف يحدث لك مردود إيجابي داخلي، وسوف تسر كثيرا لذلك، وهذا حقيقة يغطي على أوقات الخوف والسلبية التي تحدنا عنها.
ممارسة الرياضة أيضا مهمة جدا، خاصة الرياضة الجماعية مثل رياضة كرة القدم، ولعب كرة السلة، أو السباحة، أي شيء من هذا القبيل، سيكون مساعدا لك جدا.
الجدية في الدراسة، وأن تكون لك خطة وأهداف واضحة حول الدراسة، وما الذي تبتغيه، وأي دراسة جامعية سوف تكملها، وماذا بعد الدراسة، طبعا الحصول على درجات عليا كالماجستير وحتى الدكتوراه، وهذا ليس مستحيلا أبدا.
احرص أيضا على صلاة الجماعة، لأن الصلاة مع الجماعة تؤدي إلى كثير من التوازن النفسي، الإنسان يكون في حالة انضباط حتى إن كان فرحا أو كان حزينا، فهذا أيضا -إن شاء الله تعالى- يكون مرده إيجابيا بالنسبة لك.
الظاهرة ظاهرة بسيطة، وإن شاء الله تعالى بمرور الزمن سوف تجد نفسك أكثر توازنا من الناحية الوجدانية، وفيما يتعلق ببنائك النفسي المتعلق بشخصيتك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.