السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب (وحيد)، وأهلي يحبونني كثيرا، وأنا أحترمهم جدا جدا، مشكلتي أنني أحب ابنة عمتي منذ أربع سنوات، ولم أفتح الموضوع مع أهلي إلا بعد أن حصلت على الشهادة الثانوية ودخلت في معهد الحاسوب، انتظرت الفرصة المناسبة، وفاتحت أهلي بالموضوع، في البداية وافقوا، ولكن بعد فترة عارضوا، والسبب أن هناك حساسية بين أهلي وأهل أبيها، مشاكل عائلية طبعا، وأنا الآن حائر ماذا أفعل؟ هم يحبون البنت ويعرفون أنها تناسبني جدا، والكلمة الأخيرة التي قالوها لي أننا لن نجبرك على تركها، وإذا أردت سنزوجها لك (ولكن ضمنيا لا نريد).
أرجو منكم المساعدة، أنا لا أريد أن أخسر أهلي من أجل فتاة ؟ ولا أريد أن أخسر الفتاة التي أحبها منذ زمن، وأن أتركها دون أسباب مقنعة بالنسبة إليها؛ لأنه لاذنب لها في المشكلة.
أرجوكم أريد حلا يرضي الله في الدرجة الأولى، والسؤال في حال تزوجت هذه الفتاة هل شرعا حرام أم ماذا؟ والكثير نصحوني أن أصلي صلاة الاستخارة، وصليتها على مدة ثلاثة أيام، ورأيت في المنام طيور الجنة وطيور العاشق والمعشوق، وكنت أتكلم معهم وأنا مسرور، وبعدها بدأت بقيادة مركبة، أمام بيت جدنا نحن الاثنين، ما رأيكم بهذا المنام؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ آلان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.
فإن هذه الفتاة من أهلك أيضا، (وليس للمتحابين مثل النكاح)، ولكنك أخطأت بتعميق أواصر المحبة بينك وبينها دون أن تكون بينكما رابطة شرعية، ولعل ما يحدث لك من صعوبات هو لعدم إخبار أهلك في بداية الأمر وعدم تدرجك في عرض الأمر عليهم.
فاستغفر ربك وتب إليه، واجتهد في إرضاء أهلك، وبين لهم أنك لن تقصر في حقهم، واجعل رغبتك هي لم الشمل وإصلاح ذات البين، وعامل الجميع بالحسنى، وليس للأبناء ذنب في خلافات الأجداد، والزواج قبول ورضا وتآلف وألفة، (والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).
ونحن نوصيك بالتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، والإكثار من الاستغفار، والصلاة والسلام على نبينا المختار، والمسارعة في طاعة ربنا القهار، ورفع أكف الضراعة عند الأسحار، ولن يخيب من يستخير مكور الليل على النهار، ويشاور أهل الدراية والخبرة من الأخيار.
وليس في الارتباط بها أي مخالفة شرعية، كما أن معارضة الأهل ضعيفة، ولا أظن أن هناك صعوبة في إرضاء أهلك والزواج من هذه الفتاة التي يقتنع أهلك أنها طيبة ومناسبة لك، فأرجو أن نتعامل مع الموضوع بحكمة ورفق، وإذا تم لك هذا الخير فاحمد الله، واتفق مع ابنة عمتك على تحمل الأهل، والاجتهاد في الإصلاح، ولن يضيع أجركم عند الله.
ونحن ننصحك بتقوى الله والحرص على طاعته، وأرجو أن تربح أهلك وابنة عمتك، وإذا أصلح الإنسان ما بينه وبين الله، أصلح له ما بينه وبين الناس.
ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر لك ذنبك.