كيف أتعايش مع الفصام وأنجح في حياتي ودراستي؟

0 113

السؤال

أنا مصاب بفصام مزمن منذ خمس سنوات، وأشرب عقار abilify 30 مغ في اليوم، والباروكسيتين 20 مغ في اليوم، وtranxene 5 مغ في اليوم.

لدي أعراض مثل: القلق الدائم والحزن خاصة بعد إنقاص جرعة tranxene، وعدم الإحساس بالسكينة والطمأنينة أثناء أداء الصلاة، وشك في نوايا الناس، وأفكار وهمية كالشك في وجود الخالق تبارك وتعالى، وتبلد كبير للمشاعر، وهذا ما أثر على علاقتي مع الناس، وتركيزي ضعيف، وأنا كثير الحركة أيضا.

سؤالي: هل يمكن النجاح في الجامعة في هذه الحالة؟ وما هو علاج تبلد المشاعر والتململ الحركي؟ وما هي نصائحكم لمريض الفصام؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنيس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: لا تنزعج للتشخيص، فهذه المسميات قصد بها فقط أن تعبر عن حالة معينة تتصف بصفات معينة، وتساعد الأطباء في تلقي المعلومات وتبادلها فيما بينهم.

الأدوية التي تتناولها قطعا هي أدوية ممتازة، الـ(أبليفاي Abilify)، والذي يعرف علميا باسم (أريبيبرازول Aripiprazole)، وبجرعة ثلاثين مليجراما نعتبره علاجا جيدا ومفيدا، ويتميز أنه لا يزيد الوزن، ولا يسبب النعاس، بل يحسن من درجة اليقظة عند الإنسان.

والـ(باروكستين Paroxetine)، الذي يعرف تجاريا (سيروكسات Seroxat) أيضا دواء رائع جدا، يحسن المزاج، ويعالج المخاوف والقلق والتوترات، وله فعالية ممتازة جدا لعلاج الأفكار الوسواسية، وأنا أعتقد أن لديك بعض الأفكار الوسواسية البسيطة، الشك حول وجود الخالق تبارك وتعالى، أعتقد أنه وسواسي أكثر مما هو فصامي، وهذا أمر جيد جدا.

طبعا الـ(ترانيكسين Tranxene)، وهو الـ(كلورازيبات Clorazepate) دواء ينتمي لمجموعة من الأدوية تسمى الـ(بنزوديازيبينات benzodiazepines)، وحقيقة هذه الأدوية بالرغم من فائدتها الممتازة لعلاج القلق والتوتر وتحسين النوم؛ لكن أيضا يسهل التعود عليها، والتعود عليها يجعل الإنسان لا يتخلص منها ويزيد جرعتها، وهذا قد يضعف التركيز عند الإنسان، فقد أحسنت بأن خفضت الجرعة، ولا تنزعج أبدا.

بالنسبة للتململ الحركي: أريدك أن تتناول دواء يسمى (إندرال Inderal)، الإندرال دواء معروف، ويسمى علميا (بروبرانولول Propranolol)، يمكنك أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء، وإن شاء الله تعالى سوف تجد منه فائدة كبيرة جدا، وبعد أن يقل التململ الحركي، بعد ذلك يمكنك أن تجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر مثلا، ثم تتوقف عن تناوله.

بالنسبة لتحسين التركيز: من أهم الأشياء لذلك أن تتجنب السهر، وتنام نوما ليليا مبكرا، النوم الليلي المبكر يؤدي إلى استقرار كامل في خلايا الدماغ، وراحة كاملة لعضلات الجسد، ويستيقظ الإنسان مبكرا، ويصلي صلاة الفجر في وقتها، ويكون الإنسان نشيطا وحسن التركيز، وبعد أن يقرأ الإنسان ورده القرآني يكون هنالك الاستحمام، ثم تناول كوب من الشاي، ثم الذهاب إلى المرفق الدراسي، تجد أنك قد استقبلت اليوم بصورة جيدة وفعالة، وفي ذات الوقت مستوى التركيز لديك جيد جدا.

أيضا ممارسة الرياضة، أي رياضة: رياضة المشي، الجري، كرة القدم، كرة السلة، السباحة؛ كلها رياضات مفيدة جدا وتؤدي إلى تحسين التركيز، وتقلل القلق كثيرا.

أيها الفاضل الكريم: التعايش مع مرض الفصام حقيقة ممكن جدا، وأعرف من نجحوا في حياتهم وأصبحوا أساتذة في الجامعات، هذا الكلام ليس مبالغا فيه أبدا، أهم شيء هو الحرص على الدواء، وأن يكون نمط الحياة إيجابيا، بمعنى أن يهتم الإنسان بنظافته الشخصية، بمظهره، يحسن إدارة وقته، يقوم بواجباته الاجتماعية، العبادة خاصة الصلاة في وقتها، يهتم بتغذيته، يمارس الرياضة، يرفه عن نفسه بما هو طيب وجميل، ويكون له آمال وطموحات، ولا بد أن يحسن الدافعية لديه.

هذه هي الأسس والأطر الرئيسية من أجل تأهيل مريض الفصام، وبفضل من الله تعالى الأدوية الجديدة والمستكشفات القادمة -إن شاء الله تعالى- سوف تؤدي إلى نتائج أروع وأفضل في حياة من يعانون من هذا المرض.

أشكرك كثيرا –أخي الفاضل– على ثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات