السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إلى حضرة الدكتور محمد المحترم.
فأنا يا سعادة الدكتور عندي مشكلة تتلخص في أن أحد أبنائي البالغ من العمر 20 سنة يعاني من حالة وسواس قهري من حوالي 4 أشهر، فهو يكثر الإلحاح في سكب الماء في عملية الوضوء، وهو الآن لا يستطيع الوضوء لوحده إلا إذا ساعده أحد أفراد العائلة، ويستغرق ساعة أو أكثر في عملية السباحة ولا يستطيع الصلاة بمفرده مطلقا، فهو يخرج الكلام من فمه بصعوبة في الصلاة فقط، بينما يتكلم بشكل اعتيادي في الأمور الأخرى، وهو طالب في كلية طب الأسنان وليس لديه مشكلة في الدراسة مطلقا، فأنا أتساءل هل هذا نوع من المس أو العين، أم أنه نوع من أنواع الكآبة.
علما بأنه قد أصيب بحاله خفيفة قبل سنتين وتعافى منها بعد العلاج، والآن هو يأخذ نفس الدواء (Lodium)الذي تناوله سابقا ولكن لم نر تحسنا في حالته هذه التي تتجلى واضحة في وضوئه وصلاته فقط .أرجو الرد بسرعة وعدم إهمال رسالتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
هذا الابن لا شك أنه يعاني من وساوس قهرية تتمثل في البطء المطلق، وكذلك التردد، وهي نوعية معروفة من الوساوس، خاصة في الأمور التي تتعلق بالعبادات.
المبدأ الأساسي هو أن يشرح له أن الحالة التي يعاني منها هي وساوس قهرية، وإن شاء الله ليست مسا ولا عينا، والوساوس القهرية هي بالتأكيد حالة طبية ناتجة عن اضطرابات في مواد كيميائية معينة بالمخ، وتحدث في مراحل عمرية معينة، خاصة في مرحلة الشباب كما حدث لهذا الابن الفاضل.
هذا الابن يساعد بأن تحدد له كمية الماء الذي سوف يتوضأ به، ويوضع هذا الماء في إناء، ولا يسمح له بالوضوء من الماسورة أو الحنفية، ويجب أن يعرف أن هذه الكمية من الماء التي سوف تعطى له هي الكمية المتاحة، ولن تعطى له أي زيادة في الماء بعد ذلك.
يكرر هذا التمرين في كل الصلوات، والحمد لله الأشخاص الذين يلتزمون التزاما قاطعا بذلك تتحسن أحوالهم كثيرا.
أما بالنسبة لمشكلته في السباحة أو الاستحمام، فيجب أن ينقص الزمن الذي يستغرقه خمس دقائق كل مرة، أي إذا كان يستغرق الآن ساعة كاملة، فيجب أن يتم الاتفاق معه أن الزمن المتاح له هو 55 دقيقة في هذا اليوم، وينبه حين اقتراب الزمن، وفي اليوم الثاني يكون الزمن 50 دقيقة، وهكذا بالتدرج حتى يصل إلى الزمن المعقول أو الزمن المتوسط الذي يأخذه كل إنسان للاستحمام.
بالنسبة للصلاة، عليه أن يصلي في المسجد في الجماعة، فهذا إن شاء الله يسهل عليه كثيرا عملية النطق، وإذا اضطر للصلاة مفردا في البيت فعليه أن يصلي لوحده في غرفة، وهنا يمكنه أن يكون أكثر حرية في القراءة جهرا وبسهولة.
هذه التمارين ذات فائدة علمية كبيرة، فأرجو أن يحافظ عليها هذا الابن، ويساعد في تطبيقها.
الشق الثاني من العلاج هو العلاج الدوائي، وهنالك أدوية ممتازة لعلاج الوساوس، والدواء الذي وصف له قد لا يكون مثاليا، فالدواء الأفضل هو العقار الذي يعرف باسم بروزاك؛ حيث أنه علاج ممتاز للوساوس القهرية، خاصة من هذا النوع، كما أنه سوف يؤدي إلى زوال القلق، وسوف يحسن مزاجه بإذن الله تعالى .
جرعة البداية للبروزاك هي كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، ويستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى .
بإذن الله تعالى بمساعدة هذا العلاج والتعليمات السلوكية السابقة سوف يزول كل ما بهذا الابن، ونسأل الله التوفيق والسداد.