معايير تحديد ضعف الشخصية وقوتها

0 910

السؤال

السلام عليكم.

إلى إخواني في الشبكة الإسلامية تحية طيبة وبعد:
أنا متزوجة منذ 4 سنوات ولدي طفلان والحمد لله، وأنا الآن حامل في الشهر الثاني، أعيش مع زوجي حياة هادئة، مستقرة وروتينية، مشكلتي هي في شخصيتي، فأنا شخصيتي ضعيفة أمام زوجي، ولست جريئة معه، المهم البارحة كنت مع زوجي وأطفالي في السيارة ذاهبين إلى السوق، وفي طريق عودتنا كنا نناقش موضوع المرأة السمينة، والمرأة النحيفة، وأي منهما يفضلها الرجل، المهم قال لي زوجي بأن أغلبية الرجال يفضلون المرأة ذات الشخصية القوية، التي تعرف كيف تتصرف في أي موقف.

وقال: بأن شخصيتي صفر % أي بأن شخصيتي ضعيفة، وقال بأنه لا يمكنه الاعتماد علي في أي شيء، وضرب لي مثال في عيادة الحوامل، قال بأنني آخذ الموعد وأجلس دون أن أسأل كم عدد النساء اللاتي أتين قبلي ...الخ، وقال بأنني مستحيل أن أعصب عليهم إذا تأخرت، أو إذا أدخلوا مريضة أخرى للدكتورة في دوري، ودائما يكلمني ويمدح لي زوجة صديقه، ويقول بأن شخصيتها قوية، ورائعة، وأنها تستطيع التصرف في أي موقف وهذه ليست المرة الأولى التي يقارنني بزوجة صديقه، إن هذه المقارنة تجرح قلبي وتضايقني؛ لأنه يحسسني بأنه لا يحبني، ولا يحترم مشاعري، ودائما يحسسني بنقصي.

أرجوكم قولوا لي: هل يمكن أن أتغير؟ أم أنني سأبقى على هذه الحال؟ وكيف أقوي شخصيتي؟ وكيف أغير نظرة زوجي لي؟ هو يحبني ولكنه جريء، ولا يراعي أحاسيسي في بعض الأحيان، قال لي أيضا وفي نفس اليوم بأنني عندما أتيت من منزل أهلي، أي منذ أن تزوجنا وأنا لم أحضر معي عقلي، أي بأنني غبية، وهذا بسبب موقف حصل، وهو بأنني سألته إن كان قد أغلق الماء عندما أنتهى من سقي الزرع، فقال لي: بأنني أنا من ذهب لإغلاقه! فقلت له وأنا أضحك: لا تلمني فقد نسيت! وقلت له عادي لا تنسى أنني حامل، والحامل أحيانا تنسى بعض الأشياء، فقال لي ذلك الكلام بأنه عندما تزوجني لم أحضر عقلي معي.

فأرجوكم يا إخواني وأخواتي أخبروني كيف أستطيع أن أقوي شخصيتي من أجله ومن أجلي، مع أن هذا شيء صعب! أتعلمون أحيانا أفكر أن أقول له أن يتزوج امرأة أخرى يجد عندها ما لم يجده عندي، فما رأيكم بهذا لأنني أحبه وأحب أن أراه سعيدا، أتعلمون أيضا بأنه عندما يكلمني عن نفسي ويهينني أسكت ولا أرد عليه، وأكتم حزني، وأنتظره إلى أن ينام لأنفجر بالبكاء، مع أنني يجب أن أرد عليه في وقتها، ولككني لا أستطيع؛ لأنني أعرف بأنني لست جريئة، وأيضا بسبب عدم قدرتي على التحمل فأنا سريعة البكاء.
أرجوكم إن كان لديكم الحل فساعدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ضعف الشخصية وقوتها تحدد بواسطة أربع وسائل:
الأولى: هي ما يعتقده الشخص عن نفسه.
الثانية: هي ما يراه الآخرون عن هذا الشخص.
الثالثة: هي إجراء بعض الاختبارات التخصصية التي يقوم بها الأطباء النفسانيين.
الرابعة: هي ما يكونه المعالج أو الطبيب النفسي عن الإنسان .

وإذا لم تجتمع هذه الأربع محاور لا نستطيع أن نقول أن هذا الشخص ذو شخصية قوية أو ضعيفة.

أنا أحترم جدا وجهة نظر زوجك، ولكن في ذات الوقت أشعر أنه ربما أراد أن يولد نوع من الغيرة فيك، ويجعلك أكثر إقداما، أو أنه ربما يكون مبالغا في نظرته لك، أو في نظرته نحو النساء عامة.

فالأشياء التي ذكرت في الرسالة أشياء بسيطة جدا، أو المواقف التي ذكرها زوجك، فأنت ربما تتميزين بالطيبة وحسن المعشر، والتساهل، وأنك لا تريدي أن تكوني ظالمة وتقبلي بالظلم أحيانا لنفسك، هذه ربما تكون هي سمات شخصيتك.

أرجو أن لا تفكري أن زوجك لا يحبك، فالحمد لله أنتما بينكما ذرية، وأستطيع أن أقول أنك لديك مقدرة جيدة للحوار مع الزوج، فقط عليك الثقة بالنفس.

يمكننك أن تقومي بعض تمارين المهارات الاجتماعية البسيطة، فعلى سبيل المثال: حتمي مع نفسك إذا ذكر لك أي شخص أي شيء (مثلا جملة واحدة) فعليك أن تردي عليه في جملتين، أي تكوني أنت سباقة وأكثر في محتوى ما تقولين، هذا تمرين بسيط، ولكنه مهم جدا .

إذا قال لك زوجك فلنذهب إلى السوق ما رأيك؟ قولي له: نعم، نذهب إلى السوق ونشتري كذا وكذا ..ولكن لابد أن نعود إلى المنزل الساعة كذا.

يمكنك أن تقومي بهذه التمارين في الخيال، أي تتصورين أنك تحاورين زوجك أو شخصا آخر، وتضعين السؤال، وفي هذه الحالة أنت لست بالسائلة، ولكن عليك الإجابة، ويجب أن تكون الإجابة أطول وأكثر شمولا.

هذه الطريقة فعالة جدا لرفع مقدرات الحوار لدى الإنسان، كما أنه ربما يكون أنك نوع من الناس تكون لديه أفكار، ولكنه لا يعرضها على الآخرين، أو لا يفصح بها.

أرجو أن تعبري كلاما عن كل فكرة تنتابك فيما يرضيك أو فيما لا يرضيك، فعلى سبيل المثال حين جلست في انتظار الدور في عيادة الحوامل، لا شك أنه قد انتابك متى سيكون دوري؟ ولا مانع من أن تسألي هذا السؤال، هذا أمر بسيط أن تعرفي عدد الذين سبقوك وعدد الباقين .

بعبارة أخرى: كل فكرة تخطر عليك مهما كانت بسيطة أفصحي عنها.

بالنسبة للانفعال والبكاء، هي نوع من العواطف، وهذه العواطف تأتي دائما نتيجة للاحتقان الداخلي، فالإنسان يحتقن داخليا مثل الأنف والعيون وغيرهما، والإنسان الذي يفرغ عن نفسه ويعبر عن ذاته لا تأتيه هذه العواطف الشديدة كالبكاء أو الضحك المفرط.

عبري عن نفسك قولا وفعلا، ويمكنك أيضا أن تجعلي لنفسك تمارين يومية، تمارين الكفاءة النفسية، وهذه تكون في شكل أقوال وأفعال أيضا، ضعي هذا البرنامج اليومي، فمثلا الساعة كذا سأقوم بفعل كذا، إذا قال زوجي كذا، سوف أرد عليه بكذا، فالتفريغ والتعبير هذا مهم جدا.

كما أرجو أن تفاجئي زوجك ببعض المقترحات فيما يخص شئون الأسرة، أي لا تكوني دائما مستقبلة، فاقترحي عليه بعض الأمور فيما يخص شئون الأسرة عامة، كما أرجو أن تكوني أكثر ميولا لأن توجهيه في خصوصياته في طريقة لبسه على سبيل المثال، حتى لو كان مجيدا لذلك، فهذا سوف يجعله يعتقد أنك قوية الملاحظة وأن شخصيتك ليست ضعيفة.

الإنسان يمكن أيضا أن يقوي شخصيته بالانخراط في الأعمال الجماعية، والانضمام إلى الجمعيات الخيرية، فهي تولد في الإنسان طاقة المبادرة والإقدام ومساعدة الآخرين، وهذا يتطلب الفعل والتعبير.

ختاما: أود أن أقول لك أنك والحمد لله بخير، وأسأل الله أن يحفظك ويحفظ لك بيتك وزوجك وذريتك، وعليك بالثقة في نفسك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات