آلام الخصية والدوالي وأسبابها.. نظرةٌ طبيةٌ

0 29

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 16 سنة، مبتلى بالعادة السرية منذ البلوغ، ما يقارب 5 سنين، لكن قبل فترة تقارب الـ5 أشهر -تقريبا بعد لعب كرة القدم- بدأت أحس بألم شديد في منطقة المثانة، ولكن لم أهتم، وبعد فترة، وبعد لعب كرة القدم أيضا تعرضت لنفس الشيء، ونسيت الأمر، ولكن في المرة التالية التي لعبت فيها كرة القدم أحسست بألم شديد بالخصية اليسرى استمر لساعات، ومن يومها كلما ألعب كرة القدم أحس بألم في الخصية اليسرى وأحيانا في اليمنى، ولكن في آخر مرة استمر ليومين ثم عاد بعد يوم واستمر ليوم، ومن ذلك الحين كلما أجري أحس بألم في الخصية اليسرى، وأحيانا اليمنى، وكل ما ألعب كرة القدم، وأنا لا أقدر على تركها لأنني أحبها.

وفي الفترة الأخيرة بدأت أحس بالاكتئاب الشديد والحزن بسبب الألم، ولا أريد أن أذهب للفحص؛ لأنني أخاف أن أكون مصابا بمرض يمنعني من لعب كرة القدم أو رفع الأثقال؛ لأنني أذهب لممارسة كمال الأجسام أيضا، أرجو منكم أن تنصحوني ماذا أفعل؟

للعلم الألم المعتاد ليس شديدا، ولكن بعد لعب كرة القدم بنصف ساعة يكون شديدا وبعدها يخف، ولدي أيضا ألم في الركبتين في بعض الأحيان، أتمنى منكم الإجابة وشكرا على المجهود الذي تقدمونه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنا أشك أنك تعاني من دوالي الخصيتين أو على أقل تقدير في الخصية اليسرى؛ لأن معظم الشباب الذين لديهم دوالي الخصية يصابون بها في الجهة اليسرى؛ وذلك لأسباب تشريحية ووظيفية لا يتسع المجال هنا لشرحها بالتفصيل.

ولكن ما هي دوالي الخصيتين؟
للإجابة عن هذا السؤال ينبغي علينا أن نقول بأن أي عضو في الإنسان يحتاج إلى الأوكسجين والمغذيات المختلفة، كما يتوجب عليه التخلص من الفضلات الناتجة عن العمليات الكيميائية المتعلقة بالأيض ونحوه، وتعتبر الشرايين هي الأوعية الدموية المسؤولة عن نقل الدم المحتوي على الأكسجين والمغذيات المختلفة من القلب إلى الأعضاء، وهذه الأوعية يمكن تشبيهها بموصلات الكهرباء ذات الضغط العالي، والتي عادة لا يحتاج العضو المذكور إلى أكثر من واحد أو اثنين منها؛ لأنها ذات محتوى عضلي عالي، وتوصل الدم بسرعة للعضو.

وبطبيعة الحال فإن هذا العضو يحتاج إلى بعض الوقت لاستخلاص الأوكسجين والمغذيات المختلفة، وإجراء عمليات الأيض المختلفة، ومن ثم يحتاج أيضا إلى وسيلة بطيئة نسبيا، وذات ضغط منخفض لنقل الدم المحتوي على منتجات هذه العمليات الأيضية، مثل غاز ثاني أكسيد الكربون، وفضلات العمليات الأيضية المختلفة باتجاه القلب، وتقوم الأوردة الدموية بهذه المهمة؛ فالأوردة الدموية عادة ما تكون كثيرة في عددها، ولا تحتوي على كم هائل من العضلات القابضة، وتسمح للدم بالانسياب البطيء نحو القلب؛ ولأن هذا الانسياب يكون ضعيفا وبطيئا؛ فإن هذه الأوردة تحتوي على الكثير من الصمامات، والتي تسمح للدم بالسريان في اتجاه واحد نحو القلب، ولا تسمح للدم بالارتجاع أو الاحتقان في نفس المكان.

وأما ما يعرف بالدوالي؛ فهو الناتج عما يصيب هذه الأوردة عند حدوث خلل وظيفي أو تشريحي في هذه الصمامات الوريدية، والتي تؤدي إلى احتقان الدم في العضو، وتؤدي تدريجيا إلى زيادة حجم هذه الأوردة وانتفاخها وتعرضها للتلوي، وتصيب الدوالي الكثير من أجزاء الجسم، ولعل أشهرها ما يظهر لدى الحوامل وبعض الرجال والنساء من أوردة منتفخة في الساقين أو الردفين. وتصيب الدوالي أيضا المريء كنتيجة لبعض أمراض الكبد المزمنة.

وعندما يعاني مريض من الدوالي في الخصيتين، فإن القليل فقط من هؤلاء المرضى قد يعانون من الآلام التي تصيب الخصيتين أو العانة أو أسفل البطن، وبخاصة عند حمل الأشياء الثقيلة أو ممارسة الرياضة أو المشي، وإذن فإن الدوالي تعتبر من الأمراض الوراثية والتي عادة ما تظهر لدى البلوغ، ونادرا ما يعاني منها الأطفال في مرحلة ما قبل البلوغ، ويقدر عدد من يعانون من الدوالي من الذكور بحوالي 10-15% من الذكور، ولكن نسبة من يشتكون من أعراض الألم أقل من ذلك بكثير، وهناك نسبة أقل كذلك تعاني من تأخير في الإنجاب لمن هم في عمر الزواج، ونقدر من يشكون من تأخر في الإنجاب وفي نفس الوقت يعانون من الدوالي بالثلث تقريبا من كل الرجال الذين يشكون من عدم الإنجاب.

ويمكن تشخيص حالة دوالي الخصية بالفحص السريري أو بإجراء فحص لكيس الصفن عن طريق الموجات الفوق صوتية، وأما العلاج فيختلف باختلاف درجة الدوالي ودرجة معاناة المريض منها، ويمكن إجراء عملية جراحية بسيطة لعدد قليل ممن يعانون من الدوالي، والتي لا تستجيب للمسكنات المختلفة، ونحن لا نشجع على الإسراع في الخيار الجراحي؛ لأن المشكلة تكمن في تكوين هذه الأوردة؛ مما يعرض بعض المرضى إلى رجوع الدوالي نسبة 10-15% ممن يجرون عمليات الدوالي.

ولكن أحب أن أطمئنك وأبشرك بأن آلام الدوالي يمكن السيطرة عليها بأبسط المسكنات، كما أن أعراضها في الكثير من الحالات تختفي لفترات قد تطول، ولا تضايق المريض أبدا.

شفاك الله وعافاك يا بني.

مواد ذات صلة

الاستشارات