حائرة بين رغبتي الدراسية وواقعي المعاش، فأرجو النصيحة!

0 28

السؤال

السلام عليكم.

أدرس في كلية الطب، وانضممت للكلية عن رغبة، واخترت هذا التخصص لسببين، الأول: حبي للتخصص، والثاني: أن دراسته والعمل به حلال بالنسبة للنساء.

لكني بدأت أفقد الشغف شيئا فشيئا؛ والسبب أن التدريب والدراسة أخذا وقتي كله، فلا أجد وقتا لحفظ القرآن، أحس أنني فاشلة أنسى كل شيء، لا أستطيع فرض وجودي وسط قسمي، خاصة وأن هناك اختلاطا، ولا أستطيع المزاح مع الشباب كما تفعل صديقاتي، مما يجعلني بعيدة ومنطوية، ولا أعلم هل هو تصرف خاطئ أم صحيح!

وما زاد الطين بلة فرض نزع الأكمام إلى الكوع في حالة دخولنا لغرفة العمليات، وأحسست بذلك القرار كأنه نزع لحجابي، فهل يجوز فعل ذلك؟ كما أنني أحس بفراغ عاطفي، والرغبة في وجود شخص يحبني وأسكن إليه، لكن لا يمكنني الارتباط خلال سنوات الدراسة الخمس، ولا يمكنني الخروج من حالة الإحباط بسبب كل هذا، ولا يمكنني التخلي عن دراستي لأسباب عائلية.

أرجو منكم النصيحة والإرشاد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

نحن نأمل –أيتها البنت الكريمة– أن يجعل الله سبحانه وتعالى تقواك له، وخوفك من عقابه، ووقوفك عند حدوده وتنفيذك لأوامره ونواهيه أن يجعل ذلك كله سببا في سعادتك وتوفيقك، فالله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، وقد يبتلى الإنسان المؤمن ويختبر ببعض الشدة والضيق، ولكن عاقبته الفرج والتيسير، وهذا وعد الله تعالى لا يتخلف، فقد قال سبحانه وتعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب} [الطلاق: 2-3]، وقال: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} [النحل: 97]، فالحياة السعيدة إنما تكون في طاعة الله تعالى والتزام أوامره.

فلا تظني أبدا أن ما أنت عليه من التزام الحجاب وعدم التبسط والاختلاط المحرم بالرجال، لا تظني أبدا أن ذلك سببا لحرمانك من رزق كتبه الله تعالى لك، ولا تنخدعي ولا تغتري بما ترينه من مظاهر السعادة الزائفة التي يعيشها بعض الناس حين يقعون في معاصي الله، فهي مجرد أوهام، ولكن الحقيقة أن معصية الله تعالى لا تجلب إلا الهم، ولا يعقبها إلا الحرمان من الرزق، كما قال الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).

فحافظي على ما أنت عليه من التحفظ عن الانبساط وإنشاء علاقات مع الرجال الأجانب، فإن هذا من أعظم الأسباب التي يحفظك الله تعالى بها، واعلمي أن الله تعالى سيجعل لك بسبب ذلك رزقا كريما، وأن الرجال الكاملين العقلاء يقدرون المرأة بقدر حشمتها وعفافها، وبعدها عن مخالطة الرجال، وسيجعل الله تعالى ذلك سببا في أن يأتيك الزوج المبارك الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.

فاثبتي على ما أنت عليه، واحرصي على ما ينفعك من علم الدنيا، ومن ذلك التخصص الذي تدرسينه، فإن الرسول الكريم يقول: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز).

وأما عن كشف ساعديك أثناء العملية، فاحرصي على التزام الحجاب وارتدائه، ولو بالألبسة الطبية التي يسمح بها، المهم أن تغطي جسدك، ونظن أن ذلك مما يمكن كألبسة القفاز ونحوه مما يمكن لبسه وتسمح به طبيعة العمل.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل لك تيسيرا وفرجا ومخرجا.

مواد ذات صلة

الاستشارات