السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 35 سنة، شاب متزوج، والحقيقة لدي مشاكل كثيرة منذ زمن، ولا أجد لها تفسيرا، وأريد أن ألخصها فيما يلي:
- أنا متدين -الحمد لله- ومتزوج، وعندي أطفال، وكل أموري طيبة، لكني مدمن على الأفلام الإباحية منذ فترة كبيرة، وأجد فيها متعة أكثر من العلاقة، وعندي هوس بها، وحين أتعرض لضغط أو قلق أو حزن أول شيء أفكر به الإباحية؛ لكي أخرج من القلق!
- في أوقات أقلق وأخاف من أمور غير منطقية، كالصوت، وإذا مشى أحد فوق السطوح مثلا أحس به، أو إذا قام الأطفال يلعبون في الشارع أظل متوترا، خشية أن يؤذيهم شيء، أو يعملوا مشكلة.
- عندي عادة البصق في الشارع باستمرار، أو في الحمام، ولا أعرف لماذا لازمني هذا التصرف!
- عندي خوف شديد على الأولاد، حتى لو تعرضوا لبرد خفيف، وأحمل همهم كثيرا.
- لدي خمول وكسل غير طبيعي عند إنجاز أي مهمة، كتعلم لغة جديدة أو أي شيء لتطوير الذات، ولا يحصل لدي التركيز ولو لدقائق لحفظ ومذاكرة شيء معين، مع أني أضيع على (السوشيال) ساعات.
- لدي تسويف بشكل غير طبيعي، ولقرارات كثيرة في حياتي، وفي الأخير أظل أراوح مكاني.
- أحس أني أحيانا أكون متسامحا أكثر من اللازم، وإذا شتمني أحد أصدقائي تربطني به علاقة جيدة لا أقوى أن أرد عليه.
- لدي عصبية شديدة في البيت، ولا أسمح بصوت عال بجانبي.
أتمنى أن أبقي نشيطا، وأرجع طبيعيا، وأحل مشاكلي كلها، مع معرفة سببها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، والأجدر أن أقول: بهذه الأسئلة، حيث -ما شاء الله- وضعت أكثر من سبعة أو ثمانية أسئلة في استشارة واحدة، فمن أين نبدأ؟
أخي الفاضل: احمد الله تعالى أولا على أنك متدين ومتزوج ولك أطفال؛ فهذه كلها نعم عظيمة من الله سبحانه وتعالى، ولا شك أنك تقدر هذه النعم التي أنعم الله تعالى بها عليك، إلا أن النعمة مسؤولية، فكيف نقوم بمسؤوليتنا على ما أنعم الله تعالى به علينا؟
أخي الفاضل: الكثير مما وصفت من أعراض في سؤالك كالعصبية الزائدة، والخوف على الأولاد، والقلق من أن يحصل أمر غير طبيعي أو منطقي، كخوفك من صوت أناس يمشون على السطح أو غيره، إنما هي مؤشرات على القلق، فلا بد أن يطمئن الإنسان لحياته ولظروفه، ومن أكبر مصادر الطمأنينة والسكينة ذكر الله سبحانه وتعالى، (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
مما سيعينك جدا على الطمأنينة: أن تبذل جهدا أكبر في منع نفسك من متابعة الإباحيات، فالله قد رزقك زوجة، بحيث يمكنك أن تطفئ غريزتك الجنسية معها، وليس هذا فقط، وإنما تعيش معها حياة طيبة كريمة حلالا، فهي زوجتك.
الحلول لا تأتي بنفسها، وإنما علينا أن نبذل جهدا أكبر في تغيير سلوكنا، إن ما تقوم به من الإباحيات والممارسات هو أمر يمكنك أن توقفه إذا أردت وعزمت في أي وقت.
أدعوك للعمل على هذا الموضوع، وعندما تقطع فيه شوطا لا بأس به ستشعر بالثقة في نفسك، وكما يقول ابن القيم: (عز الطاعة وذل المعصية)، فالطاعة تعطيك عزا يعينك على تحقيق ما تريد، سواء من تنفيذ ما تريد وعدم التسويف، أو تنفيذ ما تريد من تطوير نفسك وتعلم اللغة، وكل الأمور التي تطمح أن تحققها في حياتك.
أرجو أن يكون في سؤالك ما يوضح لك، فبذكائك ستدرك ما أقوله لك، أسأل الله تعالى أن يشرح صدرك ويعطيك صدق العزيمة على تغيير ما بنفسك، لتغير ما في حياتك.
احرص على قضاء الوقت المناسب مع الزوجة والأطفال، فهي أسرتك وأنت مسؤول عنها، (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
لا تنسنا -أخي الفاضل- من دعوة صالحة في ظهر الغيب.