السؤال
فرصي قليلة في المتقدمين لخطبتي، ولا أعلم السبب، رغم أنني على قدر من الجمال وملتزمة، ومستواي الاجتماعي والعلمي جيد، كنت مخطوبة، وكنت أنوي ارتداء النقاب يوم كتب الكتاب ولكن للأسف تم فسخ الخطبة.
الآن أريد أن لا أتراجع عن ارتداء النقاب، وأخشى من تأخر الزواج، وأن أفتن في ديني، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
أختي الفاضلة: لقد أعطاك الله خيرا كثيرا: من الالتزام بدينه، وبجمال، وبمستوى اجتماعي وعلمي جيد، فلماذا توهمين نفسك في هذه السن المبكرة أنك صاحبة فرص قليلة؟! ينبغي أن تتوقفي عن لغة الإحباط والتشاؤم بسبب تجربة أو تجربتين قد تمر بها أي فتاة في مثل سنك، الإحباط واليأس يفقدك الكثير من التوازن في الحياة، وربما تدفعك المخاوف القائمة على الوهم بتقديم التنازلات لأسباب غير واقعية، وغير موجودة.
أختي الفاضلة: لا ينبغي الحكم أن فرصك قليلة، بل قولي: "الله يختار لي الخير والأنسب، فالله يعلم وأنا لا أعلم"، الزواج وغيره كله بإرادة الله تعالى وتقديره وتدبيره، فكم من شيء ظاهره خير كانت عاقبته شرا، وكم من شر ظاهره كانت عاقبته خيرا، قال تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، فكل شيء بتقدير الله، فثقي بتدبير الله تعالى وحسن اختياره لك ما دمت مستقيمة على أمره تعالى.
اعلمي -أختي الفاضلة-: أن الله لم يجعل التوفيق والخير والسداد في مخالفة أمره، أو تجاوز شرعه، فلا تتنازلي عن خير وطاعة عزمت على فعلها لله، ولكن بادري إليها وسيجعل الله لك بالتقوى والاستقامة فرجا قريبا، وذلك وعد الله حيث قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
أختي الفاضلة: لا تجعلي من الوهم أو الإحباط سببا في اعتزالك للنساء الفاضلات من أمثالك، فكوني اجتماعية، وخالطي المجتمع النسائي حتى يشاهدن حسن أخلاقك وأدبك ودينك، وسمتك الرفيع، وتمسكك بتعاليم دينك، فهذه المخالطة من أهم أسباب التعارف التي تبحث فيها الكثير من الأمهات والأخوات عن زوجة لأبنائهن أو إخوانهن يتصفن بالدين والجمال وحسن الخلق وكمال الأدب.
لا تسترسلي في الأفكار السلبية حتى لا تؤثر عليك، وبادري ببناء نفسك، وتقوية علاقتك بربك، واكتساب المهارات لتكوني متميزة بين الجميع بأخلاقك ودينك وأدبك، وتفوقك، وهذه الصفات في المرأة أشبه بالعطر الذي يفوح بين الناس حتى يقع على من يعرف قدرك وقيمتك من الناس، فيقدر الله لك أن تجتمعي بمن يشبهك خلقا ودينا، فكم من فتاة خافت تأخر الزواج، فتنازلت عن الكثير من ضوابط الشرع، وكانت الثمرة حياة زوجية مدمرة أو تعيسة.
أخيرا أختي الفاضلة: يقول تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) فقدر الله لن ينفك عنك؛ لذلك عليك بمدافعة القدر بالدعاء الخالص والصادق لله تعالى، فأكثري من الدعاء والضراعة لله أن يختار لك الزوج الصالح الذي تقر عينك به، ويكون عونا لك في السراء والضراء، وبادري إلى الصدقة وأفعال البر والإحسان، وخالطي من حولك بجميل الأخلاق الحسنة.
أسأل الله لك التوفيق في حياتك، وأن ييسر أمرك ويرزقك الزوج الصالح.