حالتي النفسية سيئة بسبب إهمال عائلتي لي وتفرقهم!

0 1

السؤال

السلام عليكم

لا أعرف كيف أبدأ! فحالتي النفسية سيئة، حين ذهبنا إلى النمسا في عام ٢٠١٩م، كنت بعمر ١٢سنة، وبسبب حرب سوريا هاجرنا وتعرضنا للعنصرية، فتغيرت تغيرا صعبا، وكنت من قبل إنسانة طيبة، وكنت صغيرة، ولما جئنا إلى هنا صرت أفهم، وكنت من قبل لا أعرف مشاكل أهلي الحقيقية، فقد كنت صغيرة لا أهتم.

كنت أسرق الطعام من البيت لأعطي أصدقائي المشردين، فلم يكن عندي أصدقاء غيرهم، وحين جئنا للنمسا عرفنا أن أبانا إنسان نرجسي، لا تقولوا: لا، فهو إنسان بخيل، وقد سرق أمي وأخذ كل شيء منها، وكل يوم يهينها.

لا يصلي، ولا يطلع معنا، وإخوتي كلهم منشغلون بأنفسهم، وأنا تعرضت للتنمر، وللضغط العائلي، وأبي لا يصرف علينا، وصرت أقارن نفسي مع الآخرين، وصار عندي نقص عاطفي، لدرجة أني وصلت لطريق خاطئ بالنت وكنت بعمر ١٣ سنة.

لقد تعبت بسبب أمي التي جاءت بي للدنيا، وابتليت بتخيلات جنسية، وأصبحت أمارس العادة السرية، والعائلة متفرقة، لا توجد محبة متبادلة، ولا أدري ما السبب!

أمي بعمر٥٥ سنة، لا تفهمني، وأسبها كل يوم، وأنا تعبت من الوحدة، كل يوم على الجوال، أنا إنسانة فاشلة بكل شيء، حتى بدراستي، تعبت، وحاولت أن أنتحر مرتين قبل شهر، ودخلت المستشفى، وما كنت أحب الذهاب للمدرسة، والعطلة الصيفية كانت سيئة، وكنت بحالة اكتئابية، ألبس الأسود، وأمشي مثل متعاطي المخدرات.

كنت أعمل المشاكل قصدا، وعندي عصبية زائدة، وما عندي أي نظرة إيجابية للمستقبل، ولا أحب أن يذكره أحد أمامي، أو يتحدث عن الزواج، ولا أحب أن أعيش منعزلة، ولا أرغب في الزواج، تعبت، وصرت أحب أن أعيش وأحب أن لا أعيش! فأفيدوني عن حالتي.

الإجابــة

سم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يعيد عليك وإليك الطمأنينة والأمان.

أرجو أن تبدئي مسيرة التصحيح بالتوبة إلى الله، بالسجود له والركوع، بالإقبال عليه وكثرة الاستغفار، ثم ابحثي عن صديقات صالحات يكن عونا لك على طاعة رب الأرض والسماوات، وقومي بما عليك تجاه والديك، حتى لو قصر الوالد أو الوالدة فإن الشرع لا يبيح لك التقصير، قومي بما عليك تجاههم، وحاولي دائما أن تفعلي الأشياء الجميلة؛ لأن هذا هو الذي يجلب للإنسان السعادة، واجتهدي أيضا في تطوير مهاراتك وقدراتك، اكتشفي الجوانب التي ميزك الله تبارك وتعالى بها، واحمدي الله عليها لتنالي بشكرك لربنا المزيد.

اقتربي من الوالد، فإنه يظل والدا وإن قصر، وكوني أيضا إلى جوار الوالدة، وتعوذي بالله من شيطان يريد أن يبعدك عن والديك، واحفظي بصرك، واتركي العادة السيئة، فإن لها علاقة بما يحدث من اكتئاب ونظرة سوداوية للحياة.

اجتهدي دائما كما قلنا في مصادقة الصالحات، وإذا كان أفراد الأسرة بعيدين فستجدين من الزميلات الفاضلات من يمكن أن تكون إلى جوارك.

اهتمي بأمر الدراسة، ونظمي جدول المذاكرة؛ لأن الشهادة أمرها عظيم، وهي سبب لنيل وظائف ونيل الرزق، ولذلك ينبغي أن تهتمي بمسألة الدراسة، والدراسة تحتاج إلى تنظيم جدول وتحديد أوقات للمذاكرة، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

تعوذي بالله من التفكير في الانتحار، فإن الله حرمه، والمنتحر يخسر الدنيا والآخرة عياذا بالله؛ لذلك انتبهي لنفسك، واحرصي على أن تكوني شامة بين الزميلات بحرصك على الخير والحجاب والطاعات.

نسأل الله لنا ولك والتوفيق والسداد، ونؤكد لك أنك من تملكين -بعد توفيق الله- إصلاح هذا الوضع وتصحيح هذا الوعد، والدليل هو هذه الكتابة التي كتبت إلينا، فيها دليل على أنك راغبة في التغيير، ودليل أنك غير راضية بما أنت عليه، وهذه محطات مهمة وخطوات أساسية في أي تصحيح يمكن أن تقومي به، ونحن على الاستعداد في أن نكون معك، لكن البداية والعزيمة والأصل والإصرار لا بد أن يكون منك.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات