نصيحة لمن يعمل في غير تخصصه

0 538

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 28 سنة، متخرجة من المدرسة المتعددة التقنيات للهندسة المعمارية والتمدين، الجزائر، دفعة 2000.

منذ ما بدأت دراستي من الابتدائية وأنا دائما من الأوائل على مستوى كل المراحل حتى أنهيت دراستي، معروفة بانضباطي وحرصي على إتقان عملي، لكن بعدما تخرجت بحثت عن عمل، وكما هو معروف في بلدي من الصعب جدا، أو حتى من المعجزات الحصول على عمل.

تمنيت النجاح في حياتي المهنية، مثلما نجحت في حياتي الدراسية، لكنني لم أجد عملا في ميداني، وبعد الفشل في الحصول على عمل كمهندسة معمارية بعد عامين من البحث، اقترح علي منصب كسكرتيرة في مكتب محترم، والحمد لله بعد تردد قبلت المنصب، وهأنا إلى اليوم ومنذ ثلاث سنوات أعمل كسكرتيرة، مهنة بعيدة كل البعد عن مركز اهتماماتي.

لكن الحلم ما زال يراودني، كل لحظة من حياتي أعيشها في دوامة، أصبحت أحتقر نفسي لأنني تخليت عن حلمي في لحظة فشل، وأظن أنني فقدت الثقة في نفسي، والعمر والسنوات تجري وأنا لا زلت في نقطة ساكنة ولا أستطيع الحركة، أتمنى أن أتراضى مع نفسي، بما أنني منذ صغري لا أقبل أن أعمل عملا ولا يقال عليه ممتاز!

أنا خائفة إن كنت قد ضيعت معلوماتي (بعد خمس سنوات من التخرج)، أحس كل لحظة بأنني أختنق، وأن حياتي لم يعد لها معنى (دون هدف).

أرجوكم ساعدوني لأسترجع الثقة في نفسي، ماذا يجب أن أفعل، طالما فكرت في الاستقالة، لكنني اليوم أنا ربة بيت ولا يمكنني ترك عملي، علما أنني أعمل كل الأسبوع، أنا محتارة في أمري.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أودية زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يوفقك وأن يسدد خطاك، وأن يلهمنا رشدنا ويرزقنا جميعا جنته ورضوانه.

فإن النجاح في الحياة لا يتوقف على جانب أو مجال معين، وليس من الصواب أن نجعل الهدف من العلم هو الوظيفة، ولن يصعب على من نجحت في دراستها النجاح في عملها أيا كان نوع العمل، لكن النجاح الأكبر في طاعتك لله، وفي أداء وظيفة الأمومة على أحسن الوجوه، وأرجو أن لا تغيب اللمسات الهندسية عن أولئك في المنزل وفي العمل، ولا يخفي عليك أن العلم نور، ينعكس على حياة الإنسان وعمله وتعامله مع الناس، ولا داعي لليأس والتضجر، فما كل ما يتمناه المرء يدركه.

والسعيد هو الذي يرضى بقسمة الله، وإذا كان المكان محترما فهذا هو أفضل موقع للفتاة المسلمة، التي ينبغي أن تعلم أن دينها وحياءها أغلى من كل منصب ولا يقدر بثمن، فلعل الخير في هذا الذي حصل، فإن مجالك الأول كان سوف يتطلب سفرا وحركة ميدانية، وإذا حصل ذلك فهناك إشكالات شرعية، وإن لم يحصل ذلك وكان عملا مكتبيا فإن الأوراق هي الأوراق، وقل أن ينتفع من يجلس في المكتب ويعمل في وظيفة إدارية.

ولذا فنحن ننصحك بما يلي:-

1- رفع حاجتك إلى الله، بعد الرضا بقضائه والشكر له على نعمائه.

2- تذكر الإخوة والأخوات الذين لم يجدوا أي وظيفة مع كثرة بحثهم، فإن تذكرنا لأحوال الآخرين يخفف علينا ما نجد من المعاناة.

3- الاهتمام بدراسة الجوانب الشرعية الأساسية، فإن الواجب على المسلمة أن تتعلم ما تصحح به صلاتها وعبادتها، وقبل ذلك عقيدتها، وتتعرف على أحكام وآداب التعامل مع زوجها.

4- لا مانع من محاولة مواصلة الدراسات العليا في المجال الذي ترغبين فيه إذا كان ذلك ممكنا عن طريق الانتساب مع عدم الإصرار ربط الدراسة بالعمل أو ترك الدراسة.

5- ليس من الحكمة الإصرار على طريق واحد، فإن السيل إذا قابلته صخرة لا يتوقف وإنما يغير طريقه.

6- أن هدفك في الحياة ينبغي أن يكون أعلى من كل وظيفة لأنك خلقت لغاية عظيمة فأين أنت من وظيفتك الأصلية التي هي عبادة رب البرية.

7- اعلمي أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وما عند الله لا ينال إلا بطاعته فكوني مع الله وأبشري فإنه سبحانه (( مع الذين اتقوا والذين هم محسنون))[النحل:128].

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات