السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله لكم في موقعكم
زوجي لا يحب أهلي، وذلك يرجع إلى اختلاف البيئات، وإلى مشاكل بداية الزواج، وزوجي شخص يحب السيطرة، رغم وجود خصال حميدة لديه إلا أنه بخيل، وغير مضياف عند زيارة أهلي لنا، علما بأنهم يزوروننا مرة إلى مرتين أسبوعيا، ويجلس عند حضورهم في زاوية، ولا يحادثهم، أو أنه ينزل عند أهله إلى أن يذهبوا.
أهلي يساعدوننا في أمورنا المالية إلا أنه لا يرد حتى دينهم، وفي الفترة الأخيرة تعرضت والدتي لكسر في اليد، وأنا أزورها مرة واحدة أسبوعيا، ويعترض هو على عدد الساعات التي أقضيها، فيطلب مني العجلة في الرجوع، رغم أني أقوم بتنظيف المنزل أو أطبخ لهم طبخة بسيطة في منزلهم، حيث إنه لا يقبل أن أعطيهم جزءا من طبختنا.
سؤالي: ما العمل؟ وهل يحق لي شرعا أن أعطى أهلي من طعامنا دون علمه؟ علما بأني أشارك بكامل أقساط المدارس المرهقة لي ماديا بالتقسيط، لأنه لا يستطيع أن يدفع غير أغراض المنزل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zain حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - أختنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك بالاهتمام بأمر والديك، ونسأل الله أن يرزقك برهم، وأن يعينك على التوفيق بين واجبات الزوج وواجبات الوالدين، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أرجو أن تنجحي في إزالة التوتر بين زوجك وبين الأهل، وتصححي المفاهيم، وهذا دور كبير، فعليك أن تنقلي أحسن ما يتكلم به عنهم، والعكس كذلك، حتى تأتلف القلوب، ونسأل الله أن يعينك على كل أمر يرضيه.
لا نفضل أخذ شيء من أموال الزوج دون إخباره ودون طيب نفس منه إلى أهلك، وإذا كانوا قد ساعدوه فيشكرون على هذه المساعدات، ونتمنى أن يعرف لهم معروفهم، وأن يعرف لهم فضلهم، ودورك كبير في تحسين هذه الصورة عند الطرفين، ونتمنى أيضا ألا تنقلي المشاعر السالبة إلى أهلك، وإذا كانت لك أموال فأموالك ملك لك، بإمكانك أن تساعدي الأهل أو تشتري لهم من مالك دون أن يستطيع أحد أن يمنعك، ولكن لا يفضل أن يحصل بهذا الأمر مشكلة مع زوجك.
أما بالنسبة للشيء الذي يأتي به من أمواله فهذا قد تحتاجين فيه إلى رضاه وإلى إذنه، إلا إذا كان أمر العرف يجيزه وهو لا يمانع فيه كالأشياء اليسيرة، أما الأشياء التي إذا أخذت منها تؤثر فهذه أرجو أن ترجعي فيها إلى الزوج، أو تحاولي أن تعملي أشياء من خالص مالك، وتبعثي بها أو تأخذيها إليهم.
أيضا مسألة عدم إطالة الوقت هناك؛ إذا كان القدر القليل يكفي، لا شك أن الوالدين أيضا سيقدرون هذا، وإذا كان عندك مسؤوليات خاصة في منزل الزوج؛ هل بالإمكان إذا أديت ما عليك ورتبت الأمور ترتيبا صحيحا؛ ستستمر أيضا العجلة وطلب تقصير الساعات التي تكونين فيها مع أهلك؟ أم يا ترى له أسباب فعلية، يريد أن تحضري مثلا لأجل العيال أو لأجل مهام معينة؟! على كل حال: مثل هذه الأمور نحن نفضل أن تدار بالحوار الهادئ، وتصلوا فيها إلى وفاق، وإلى الأمر الذي يمكن أن يكون معقولا ومقبولا.
كما أرجو ألا تنزعجي، لأن أي والدين يرضيهم أن تكون بنتهم مرتاحة مع زوجها وأولادها.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.