السلام عليكم

منذ فترة وأنا أعاني من سماع أصوات طرق، أو طقطقة قبل النوم، أو حتى في الصباح، أو من شعور أن أحدا بجانبي، وأشعر بالخوف الشديد، وضربات قلبي تزداد بشدة.

أرجو الإفادة، وشكرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالات الخوف الشديدة قد تؤدي إلى تجارب يمر بها الإنسان، الظاهرة التي تحدثت عنها هي نوع من الهلاوس الكاذبة، أو شبه الهلاوس الكاذبة، تحصل في حالات القلق والخوف الشديد، ويجب أن تكون لك قناعة مطلقة أنه لا توجد أي مصادر لهذه الهلاوس، هي مجرد صورة ذهنية تحدث للإنسان عند القلق الشديد والخوف الشديد.

وعلاجها يكون من خلال تجاهلها، والقناعة بتفسيرها؛ أي أنها ليست حقيقة، وأن تمارس تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، وتمارين شد العضلات وقبضها ثم إطلاقها، لكن أعتقد أنك في حاجة لمقابلة أخصائي نفسي ليدربك على هذه التمارين بصورة أفضل، ويطلعك أيضا على الجوانب العلاجية الأخرى من كيفية التعرض لمصادر المخاوف مع منع الاستجابات السلبية. طبعا تسارع ضربات القلب ناتج من نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي.

الجسم حتى يدافع عن نفسه يقوم بعمليات فسيولوجية تلقائية من أهمها إفراز مادة الأدرينالين، والتي تزيد من ضربات القلب ليضخ القلب كميات أكبر وأسرع من الدم، لينتشر الأوكسجين في عضلات الجسم المختلفة لتقوي الإنسان على الصمود، وعلى القدرة على مقاومة مصدر الخوف إذا كان ذلك ممكنا، فالأمر في غاية البساطة: عليك بتحقير الفكرة، وأريدك أيضا أن تدربي نفسك على أن تقتحمي المواقف التي قد يشعر الإنسان فيها بالخوف، وبالتدريج حين تتعرضين لهذه المواقف هذا يجعلك -إن شاء الله تعالى- أكثر قدرة على مواجهة هذه الظواهر.

الحرص على الأذكار، خاصة أذكار النوم ضروري ومهم جدا، وكما ذكرت لك التمارين الاسترخائية ضرورية جدا، وسيكون من المفيد لك كما ذكرت لك أن تقابلي الأخصائية أو الطبيب النفسي ليدربك على هذه التمارين، وربما تحتاجين لعلاج دوائي بسيط، لكن هذا لن يكون ضروريا، كوني مشاركة في الأنشطة المنزلية، وأحسني إدارة وقتك، وركزي على دراستك، وعلى العبادات خاصة الصلاة في وقتها، وكوني بارة بوالديك؛ هذا كله -إن شاء الله تعالى- يقوي من مقدراتك ومهاراتك النفسية؛ مما يساعدك على تجنب التعرض لنوبات الخوف، وأنا أؤكد لك أن هذه الأشياء غالبا ما تكون عرضية؛ بمعنى أنها لا تستمر طويلا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.