السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة، ومشكلتي مع زوجي أنه يتحدث مع فتيات تعرف عليهن في الماضي، ويتكلم معهن بلطافة، ومن بينهن فتاة ارتبط بها في الماضي وكان يحبها، وهذا الأمر يجعلني أشعر بالغيرة، وأخشى أنه ما زال يحبها، أو يفكر في الزواج منها، خاصة وأني وجدت صورها في هاتفه، بالإضافة إلى ذلك لاحظت أنه يتابع المحتوى الإباحي، رغم عدم تقصيري في واجباتي الزوجية.
زوجي كان يحبني كثيرا، لكنه تغير منذ فترة وبدأ ينتقدني دائما، ويقول: إني الملامة على الخطأ، رغم أنه المخطئ، ويظن أني لا أعرف ما يفعل، لكنني لا أريد مواجهته بشكل مباشر؛ بسبب حبي له، ولأن بيننا أطفالا، وصار يتهمني بأنني السبب في كل مشاكله، وأنه لا يجد راحته لدي، وأنا حائرة ولا أعرف كيف أتصرف معه!
أفيدوني: كيف أجعله يحبني ويترك كل ذلك؟ فأنا أشعر بالانكسار والحزن الشديد.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Yoyo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
أولا: نحن نؤكد ما توصلت إليه من ضرورة التغاضي عن أخطاء زوجك، وعدم مصارحته ومواجهته بها، فإن هذه المواجهة لن تزيد الأمور إلا سوءا، ولا تزيد العلاقة بينكما إلا توترا، فالتغاضي أنفع ما يكون في كثير من المواقف، وكما قال الشاعر:
ليس الغبي بسيد في قومه ... لكن سيد قومه المتغابي
ونصيحتنا لك: أن تتوجهي نحو الوسائل الإيجابية التي من شأنها أن تغير الحال فعلا، وتعود عليك وعلى زوجك وأسرتك بالمنفعة.
أول هذه الأسباب: أن تقومي بدورك كاملا في ما يتعلق بحسن التبعل والتجمل لزوجك، فحاولي أن تسترضي عواطفه، وتشبعي رغباته بكل ما يمكنك بذله من الأسباب، والتجديد في زينتك، وترتيب بيتك، ونحو ذلك مما لا يخفى على امرأة مثلك، فهذا واحد من الأسباب التي تعين زوجك على الانصراف عن التفكير في النساء الأخريات.
ثانيا: غض الطرف تماما عن أخطاء زوجك، وحاولي أن تتناسي هذه الأخطاء، ليسهل عليك التودد والتحبب إليه، واعلمي أننا في وضع كثرت فيه الفتن والملهيات، وزوجك واحد من هؤلاء الناس الذين تتقلب أعينهم في وجوه النساء، ويرى ما لا يخفى عليك، فحاولي أن تكوني عونا له على التعفف، والصبر على الحلال، وذلك بأن تبذلي وسعك في محاولة إغناء عينه بالجمال الذي يريد أن يراه.
ثالثا: ابتعدي تماما عن المعاتبة لزوجك؛ فإن هذه المعاتبة لا تزيد الأمور إلا تشنجا، وحاولي إصلاح زوجك من الداخل -أي من قلبه- بأن تحاولي تذكيره بالله تعالى بوسائل غير مباشرة، فحاولي دائما أن يسمع مواعظ تتكلم عن الجنة وما فيها من الثواب لأهل الطاعات، وعن النار وما أعد الله تعالى فيها من العقاب لأهل المعاصي والسيئات، فحاولي أن يسمع مواعظ تذكره بلقاء الله والوقوف بين يديه، فهذا النوع من الوعظ يحيي القلب، ويرفع فيه مستوى الإيمان، فإذا علا إيمان الإنسان قيده ذلك الإيمان عن الوقوع في الذنوب والمعاصي، كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "الإيمان قيد الفتك".
ومن تلك الوسائل أيضا أن تحاولي إنشاء علاقات مع الاسر التي فيها رجال طيبون، ليتأثر بهم وبمصاحبتهم، فإن الإنسان ابن بيئته، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "المرء على دين خليله".
حاولي أن تشغلي زوجك بما يعود عليه بالنفع، وأن تظهري له حرصك على إعانته، وبالغي في إسماع زوجك العبارات الجميلة الدالة على الحب، والتعلق به، وكبير منزلته في قلبك، ونحو ذلك، فإن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لك الخير ويقدره لك.