أعاني من الإحساس بالقلق والتوتر وعدم الثقة بالذات.

0 288

السؤال

السلام عليكم.

أود إعطائي استشارة نفسية عن بعض الصعوبات التي أواجهها:
الأمر الأول أني أعاني من مرض الرهاب الاجتماعي، ولم أكتشف ذلك إلا بعد أن تعرفت على هذا المرض بالاطلاع عليه، وهو ملازم لي منذ الصغر ولكن بشكل غير مستمر، ويظهر جليا لي في المناسبات وفي إلقاء الكلمات أمام الجمهور مثلا.

الأمر الثاني: أنا الآن أحضر الماجستير، ومنذ أن كنت في السنة الثانية من الكلية بدأت أتعرض لحالات من القلق خاصة أثناء الاختبارات، حيث لا أستطيع أن أجيب الإجابة التي من المفترض أن أكتبها مقارنة بالجهد المبذول للمذاكرة وما يصاحب ذلك من أعراض أخرى مثل حرارة الجسم خاصة في منطقة الرأس، وأشعر حينئذ بالعطش والتعب الشديد.

الأمر الثالث: أنا الآن وفي مرحلة الماجستير أصبحت أقلق سريعا وأطيل التفكير في موضوع معين حتى لو كان موضوعا بسيطا، مع العلم أني الآن في غربة عن أهلي.

الأمر الرابع: هو أني دائما متقلب المزاج، فتجدني تارة مرتاحا، وتارة قلقا، وتارة أتجاوب مع من يحاورني، وتارة لا أتجاوب معه.

الأمر الخامس والمهم من وجهة نظري: وهو أن في أسرتي مرضا وراثيا، ألا وهو الوسواس القهري والاكتئاب، وأنا دائم التفكير في ألا يصيبني هذا المرض أو ما يكون من أمراض نفسية، وأخشى عيادة الأمراض النفسية.

فهل مما سبق ما عرضته من مشاكل نفسية يستلزم مراجعة طبيب نفسي أم من الإمكان وصف علاج أتناوله من خلال وصفه لي في الاستشارة، ودمتم سالمين.



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طالب المشورة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيرا على ثقتك في الشبكة الإسلامية.

أنت يا -أخي الكريم- تعاني من درجة بسيطة من الرهاب الاجتماعي، ولكن المشكلة الكبرى هي في وجود القلق والتوتر، وعدم الثقة بالذات.

كما أن أعراض الحرارة في الجسم وفي منطقة الرأس هي من أعراض القلق الجسدية، وليست أكثر من ذلك.

عليك يا أخي أن تتذكر أنك والحمد لله طالب علم، وقد وصلت إلى درجة متقدمة، فأنت الآن تحضر الماجستير، وهذا في حد ذاته يدل على مقدراتك، وأنك إنسان إيجابي، وأنك إنسان منجز، أرجو أن تتذكر ذلك؛ لأن ذلك سوف يؤدي إلى تولد الدافعية والإيجابية في داخل نفسك.

بالنسبة للمخاوف، تعالج عن طريق المواجهة، فيجب أن تواجهها فكرا، أي بالتفكير في الخيال، وتواجهها تطبيقا.

أولا: التفكير، حاول أن تتأمل أنك أمام مجمع كبير من الناس، وأنك تلقي محاضرة عليهم، أرجو أن تجلس في هدوء وتتأمل في هذا المشهد، أو تأمل أنه قد طلب منك أن تقوم بصلاة الجماعة في المسجد، أو طلب منك أن تستقبل الضيوف في مناسبة كبيرة، أرجو أن تعيش مثل هذه الخيالات، حيث أنها خيالات سلوكية مفيدة، وعليك أن لا تتجنب مطلقا مصدر خوفك، فالخوف يعالج بالمواجهة.

بالتأكيد وجود المرض في الأسرة يلعب دورا في حدوث هذه الحالات لبعض الناس، ولكن أرجو أن أؤكد لك أن هذا ليس عن طريق الوراثة المباشرة، إنما هو عن طريق الميول الوراثي وليس أكثر من ذلك، فالإنسان بالتفكير الإيجابي يمكنه أن يعيش حياة طبيعية، وأرجو أن لا تعتقد أن الوراثة هي السبب الأساسي في الذي أصابك؛ لأنه كما ذكرت لك لا تنقل الجينات الوراثية في هذه الحالات بصفة مباشرة، إنما هو بعض الميول إذا توفرت الأسباب الأخرى لحدوث المرض.

هنالك من فضل الله تعالى أدوية علاجية كثيرة مفيدة جدا لعلاج مثل هذه الحالات، وأود أن أصف لك دوائين، الأول: هو فلونكسول، وجرعته هي نصف مليجرام في الصباح، أرجو أن تأخذه لمدة ثلاثة أشهر، والدواء الثاني يعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تبدأه بمعدل نصف حبة ليلا بعد الأكل، وتستمر عليه لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة كل أسبوعين، بمعدل نصف حبة أيضا حتى تصل إلى حبتين في اليوم، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر كاملة، ثم بعد ذلك خفض الجرعة بمعدل نصف حبة كل شهر، حتى تتوقف عن الدواء تماما.

هذه من الأدوية الجيدة والممتازة، وهنالك علاجات أخرى أحدها يعرف باسم سبراليكس، وهنالك دواء ثالث يعرف باسم فافرين، ولكن الزيروكسات يعتبر هو الدواء الأفضل، والفلونكسول الذي وصفته لك أولا يعتبر علاجا داعما ومزيلا للقلق.

بالتأكيد يا أخي لا بأس إذا أردت أن تقابل طبيبا نفسيا، وإذا أخذت بهذه الاستشارة أيضا إن شاء الله سوف يكون لك فيها خيرا كثيرا .

والله الموفق.



مواد ذات صلة

الاستشارات