السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابنتي ١٩ سنة، وقد التحقت لتوها بالكلية، وبدأ التعامل معها يرهقني، أحبها حبا شديدا، وهي تستغل حبي لها، وتخاصمني، ولا تتنازل حتى أخضع لها، وأنا الآن في خصام معها، وأشعر بأني سأجن لأني أريد التحدث معها، ولكنها لا تعيرني أي اهتمام، فهل أكلمها أم أثبت على تجاهلي لها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا: إن التحديات التي تواجهها في تربية الأبناء شائعة، وخصوصا في مرحلة المراهقة وبداية الشباب، ويمر بها الكثير من الآباء والأمهات، فالعلاقة بينك وبين ابنتك مبنية على الحب والاحترام المتبادل، ولكن مثل هذه الخلافات قد تختبر قوة هذه العلاقة، وهنا بعض النصائح التي قد تساعدك في هذه الحالة:
1. حاول إيجاد وقت مناسب للتحدث مع ابنتك بهدوء وصدق، اختر لحظة خالية من التوتر للتعبير عن مشاعرك دون لوم أو عتاب، اشرح لها كيف أن الوضع الحالي يؤثر على مشاعركما وعلى الأسرة بأكملها.
2. عندما تتحدث ابنتك، استمع إليها بانتباه، وأظهر لها أنك تقدر وجهة نظرها، حتى لو كنت لا تتفق معها.
3. تذكر أن المراهقين والشباب يمرون بالعديد من التغييرات النفسية والجسدية، والتي قد تجعلهم أكثر حساسية وعنادا.
4. حتى عندما تختلفان، من المهم الحفاظ على الاحترام المتبادل، وعدم اللجوء إلى الإهانة، أو التقليل من شأن الآخر.
5. قد يكون من الضروري أن تظهر بعض المرونة في توقعاتك، والاستعداد للتنازل من وقت لآخر.
6. بدلا من التركيز على السلبيات، حاول تشجيع ابنتك ودعمها في اهتماماتها ودراستها.
7. إذا شعرت أن الأمور تتجاوز قدرتكما على الحل، قد يكون من المفيد طلب المساعدة من مستشار أسري متخصص.
في النهاية، لا يجب أن تتجاهل المشكلة طويلا؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى زيادة المسافات، والشعور بالبرود العاطفي بينكما، المبادرة بالحوار الهادئ والبناء قد يكون الخطوة الأولى نحو إصلاح العلاقة.
كما أن صبرك على تربية ابنتك هو عمل تؤجر عليه عند الله تعالى، فقد ورد في فضل تربية البنات أحاديث صحيحة، منها ما رواه البخاري عن عائشة -رضي الله عنها-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له سترا من النار) وما رواه مسلم، عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو -وضم أصابعه-، وفي رواية الترمذي: دخلت أنا وهو الجنة كهاتين، وأشار بأصبعيه).
وفقك الله.