هجرني صديقي الذي كان سبب هدايتي دون سبب، فما نصيحتكم؟

0 29

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 16 سنة، لدي صديق هجرني، وتساءلت: هل السبب لأنني أثقلت عليه بجبال من الأسئلة الدينية؟ مع العلم أنه هو الذي حثني -بارك الله فيه- على الصلاة، فهداني الله لها -والحمد لله-، أو بسبب أنني أمرد؟ لا أعلم تحديدا ماذا أفعل معه، فأنا حزين بسبب فراقنا، فقد كنا معا دائما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد تكون هناك عدة أسباب لتصرف صديقك هذا، وقد يكون من الصعب معرفة السبب الحقيقي دون التواصل المباشر معه، فمن الممكن أنه شعر بالإرهاق إذا كانت الأسئلة الدينية متكررة، وتتطلب الكثير من الطاقة الذهنية والروحية، أو ربما هناك أمور أخرى في حياته أدت به إلى الانسحاب، وإليك بعض الخطوات التي يمكنك القيام بها:

1. إذا كان بإمكانك التحدث معه مباشرة، أو كتابة رسالة، أخبره عن مشاعرك بصدق ودون لوم، أخبره أنك تشعر بالحزن جراء الهجر، وأنك مهتم بفهم السبب وراء هذا التغير في سلوكه.

2. إذا استجاب وشرح لك السبب، فحاول أن تتفهم وجهة نظره ومشاعره.

3. امنحه بعض المساحة إذا بدا أنه يحتاج إلى ذلك؛ فالبعض يحتاج إلى وقت ليفكر ويعيد ترتيب أولوياته.

4. تقبل أن الأصدقاء قد يتغيرون، وأن العلاقات قد تتطور، وحاول أن تفهم أن هذا جزء من الحياة، وأنه لا يعني بالضرورة أن هناك شيئا خاطئا فعلته.

5. استخدم هذه التجربة كفرصة للتعلم والنمو؛ فربما يمكنك تعلم كيفية توزيع اهتماماتك، وأسئلتك، على عدة أشخاص، بدلا من تحميلها لشخص واحد.

6. استمر في تعلم دينك، وتقوية علاقتك بالله؛ فهو الثابت الوحيد في حياة المرء.

7. افتح قلبك لصداقات جديدة، ولا تعتمد على شخص واحد فقط للدعم والمساندة، وتخير الأصدقاء الصالحين؛ فقد روى أبو موسى الأشعري: أن النبي ﷺ قال: "إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا منتنة". متفق عليه.

8. ادع الله أن يصلح الأمور بينكما، ويعينك على هذه المحنة، ويمكنك اللجوء للاستخارة في البقاء على هذه الصداقة أم لا، فقد يكون البعد عنه -ولو مؤقتا- أفضل، وخاصة أنك أشرت إلى جزئية في ثنايا حديثك وهو أنك (أمرد)، فلعل هذا الصديق حاول أن يراعي هذا الجانب، فابتعد عنك مؤقتا ريثما يشتد عودك، وتصل إلى مرحلة الرشد.

تذكر أن الحياة مليئة بالتحولات، وقد تكون هذه التجربة دافعا لك لتعزيز صلتك بأصدقاء آخرين، أو تطوير جوانب جديدة في شخصيتك.

وفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات