السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شابة عمري 19 عاما، أعاني من الانهيار منذ عدة شهور، أضرب نفسي ورأسي، فأنا فقدت الشغف ولا أستطيع فعل أي شيء مثل المذاكرة وغيرها، وسبب الانهيار أنني أفكر في الماضي ولا أستطيع نسيانه، فقد مررت بظلم شديد، ومشكلات كثيرة، وليس لدي أصدقاء أو أخت كي أتكلم معها.
أهلي متفككون في بيت واحد، أمي وأبي يكرهان بعضهما البعض ويتخاصمان دائما، والمشاكل كثيرة في المنزل فقد أثرت علي كثيرا، فأنا عندما أراهم أتذكر ما فعلوه من ظلم وأنهار وأبكي وأضرب رأسي، فماذا أفعل؟ فأنا أتعذب كثيرا من الانهيار.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يفرج همك ويجعل لك مخرجا طيبا.
أولا: الحمد لله أنك ما زلت متماسكة، وأنك ما زلت تحافظين على دراستك التي هي تعتبر المستقبل المشرق -إن شاء الله-.
ثانيا: التفكير في الماضي وما فيه من جراحات وآلام لا شك أنه يجلب الكآبة ويدخل الشخص في دوامة حزن يصعب عليه التخلص منها، ولكن نقول لك: ما حدث أصبح ماضيا، وانتهى بوقته، نعم إنه ترك أثرا ولكن التفكير فيه لا جدوى منه، ويعتبر مضيعة للوقت، فقط نريدك أن تفكري في الحاضر ومتطلباته؛ لأنه سيصبح ماضيا، فازرعي فيه كل جميل، وخططي للمستقبل بروح الأمل والتفاؤل، وأعدي له العدة اللازمة لكي يمحو كل آثار الماضي ويجلب لك السعادة التي تنشدينها.
الوقت الآن للعمل وليس للحسرة والندم على ما فات، ما حدث كان امتحانا وابتلاء والحمد لله ذهب ولن يعود -إن شاء الله-، فأنت اليوم أكثر قدرة ومعرفة ودراية بتصريف أمورك الحياتية، ولديك من المهارات والإمكانيات التي تستطيعين بها رد الظلم، والدفاع عن نفسك، فاخرجي من النفق المظلم، وابدئي صفحة جديدة، وسطري عليها كل ما هو جميل وكل ما هو مشرق.
أما ما يحدث من خلافات بين الوالدين فنريدك – أيتها الفاضلة – أن تكوني على مسافة واحدة لكل منهما، وهذه حقوق عليك بأن تبريهم، وأن تحسني إليهم، وإن كانت لهما أخطاء فالله هو الذي يحاسبهم، فحاولي تلطيف الأجواء بينهم بقدر ما تستطيعين، عسى أن تكوني سببا في زرع المودة والمحبة بينهم، وأكثري من الدعاء لهم بالتوفيق والتوافق والهداية، والله الموفق.