أريد تغيير الكلية لكن أهلي سيعارضون ذلك..ماذا أفعل؟

0 0

السؤال

السلام عليكم

أنا في المرحلة الرابعة من كلية طب الأسنان، لكنني دخلت الكلية بسبب رغبة أهلي، أنا لا أحب الكلية ولا مجال العمل فيها، كنت أعتقد أنني قد أحب المجال خلال الدراسة، لكن للأسف زاد كرهي للكلية أكثر، عملي ليس جيدا، وتعليقات الأساتذة على عملي ليست مشجعة، تقديراتي في السنوات الثلاث الماضية ليست عالية أيضا.

مرات كثيرة كنت أفكر في التحويل من الكلية، ثم أتراجع في القرار، هذا العام بدأنا نعمل على حالات حقيقية، لكنني في أول حالة لم أستطع العمل جيدا، الآن أفكر فيما إذا كان يجب أن أترك الكلية أو أكمل دراستي، لكنني لا أعرف تبعات هذا القرار، خاصة أن أهلي سيعارضون ويحاولون إقناعي بالبقاء؛ لأنه لم يتبق لي سوى سنتين.

لا أعرف ماذا أفعل، ربما يكون الله قد ابتلاني بالكلية، لكن إذا كان هذا ابتلاء، فلماذا جعل في يدي شفاء الناس؟ أليس هذا شيئا عظيما؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: من المهم أن تعلمي أنه من الطبيعي جدا أن تشعري بالتردد والخوف من الفشل، أو من عدم الرغبة في مواصلة مسار قد لا يشعرك بالإشباع، الشعور بأنك قد لا تكونين على القدر المطلوب في مهنة تتطلب مسؤولية كبيرة مثل طب الأسنان يمكن أن يكون مصدر ضغط شديد، خصوصا إذا كان قلبك ليس فيه.

من ناحية أخرى، الشعور بأنك قد "تكونين قد ابتليت" بالدراسة في هذا المجال يمكن فهمه على أنه اختبار للصبر والمثابرة؛ ومع ذلك، فإن اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان عليك الاستمرار أم لا، يجب أن يأتي بعد تفكير عميق واستشارة مع الذات، وربما مع مستشارين مهنيين.

هنا بعض النقاط للتفكير فيها:

1. حاولي أن تقضي بعض الوقت في التفكير فيما تحبينه حقا وما تريدينه لمستقبلك، هل هناك جوانب من طب الأسنان تجدينها ممتعة أو مفيدة؟ هل هناك مجالات أخرى تشعرين بأنك قد تكونين أكثر شغفا بها؟

2. قد يكون التحدث مع أطباء أسنان ممارسين، أو مع مرشدين مهنيين، مفيدا لكي تحصلي على صورة أكثر وضوحا حول ما ينطوي عليه مستقبلك في هذا المجال.

3. تحدثي مع مستشارين أكاديميين في جامعتك لتستكشفي الخيارات المتاحة إذا كنت تفكرين في تغيير مسارك الدراسي.

4. إذا كنت تفكرين في تغيير تخصصك، ابحثي عن المجالات التي تشعرين بأنها قد تناسبك أكثر.

5. يمكن أن يكون من الصعب مواجهة معارضة الأهل، ولكن من المهم التواصل معهم ومشاركتهم مخاوفك ورغباتك.

6. الاستعانة بصديقة مقربة قد يساعد في التعامل مع الضغوط النفسية التي تمرين بها، والمساعدة في صنع قرار مستنير.

7. يمكنك الاستعانة بالصلاة والاستخارة. ﴿وٱسۡتعینوا۟ بٱلصبۡر وٱلصلوٰةۚ وإنها لكبیرة إلا على ٱلۡخـٰشعین﴾ [البقرة ٤٥]، وصلاة الاستخارة معناها طلب المشورة من الله تعالى في هذا الشأن، وهي أن تصلي ركعتين، ثم تدعي بدعاء الاستخارة المشهور، والمهم في نهاية المطاف هو التسليم لأمر الله تعالى، والرضا بما قدره الله لك.

8. لفت نظرنا حديثك عن أن الله ابتلاك بشفاء الناس، وأن هذه حاجة عظيمة، وهي كذلك فعلا، فمن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والأطباء عملهم عظيم في تفريج كربات الناس، خاصة إذا احتسبوا نية نفع الناس وابتغاء الثواب من عند الله تعالى، وهذا لا يتعارض مع أخذ الأجرة المادية على العمل.

أخيرا: ما تقررينه يجب أن يكون في النهاية ما يصب في صالحك وسعادتك، الصحة النفسية والرضا عن النفس مهمان جدا، والقرار الذي يجب اتخاذه يجب أن يدعم ذلك، فكري في كل خياراتك ولا تخافي من اتخاذ الخطوة التي تشعرين أنها الأفضل لك.

وفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات